‫الرئيسية‬ الأولى منها توحيد الجهود لدعم فلسطين وتعزيز التحالف الجزائري العربي: ماذا تخفي زيارة الرئيس تبون لمصر وسلطنة عُمان؟
الأولى - الوطني - 27 أكتوبر، 2024

منها توحيد الجهود لدعم فلسطين وتعزيز التحالف الجزائري العربي: ماذا تخفي زيارة الرئيس تبون لمصر وسلطنة عُمان؟

منها توحيد الجهود لدعم فلسطين وتعزيز التحالف الجزائري العربي: ماذا تخفي زيارة الرئيس تبون لمصر وسلطنة عُمان؟
يقوم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بجولة دبلوماسية تشمل زيارة إلى جمهورية مصر العربية، يعقبها زيارة دولة مرتقبة إلى سلطنة عُمان، والتي وصفت بأنها “تاريخية”. تأتي هذه الجولة في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، خاصة في ضوء الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة نتيجة العدوان الصهيوني. تتطلع الجزائر من خلال هذه الزيارة إلى توثيق علاقاتها مع مصر وعُمان، وتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة.

وصل الرئيس تبون إلى القاهرة، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية. شهد الاستقبال مراسم رسمية، عُزف خلالها النشيدان الوطنيان للجزائر ومصر بحضور كبار المسؤولين من كلا البلدين، في أجواء تعكس الاحترام المتبادل والرغبة في تعزيز أواصر التعاون بين الشعبين.

قضايا الساعة.. دعم حقوق الفلسطينيين وجهود وقف العدوان على غزة

تعتبر القضية الفلسطينية في صلب المحادثات الجزائرية المصرية، حيث اتفق الرئيسان على ضرورة تحرك عربي فعّال للضغط على الكيان الصهيوني من أجل إنهاء العدوان على قطاع غزة. دعا تبون نظيره المصري إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع ودعم المدنيين المحاصرين، في إطار جهود إنسانية مشتركة.

يُذكر أن الرئيس تبون كان قد أعلن في يونيو الماضي استعداد الجزائر لتقديم دعم مباشر للشعب الفلسطيني، من خلال بناء مستشفيات ميدانية في غزة إذا ما فُتحت المعابر من الجانب المصري، إلا أن هذه الدعوة تسببت بتوتر مؤقت مع القاهرة حينها. وتأتي هذه الزيارة لتعزيز الجهود المشتركة، وإزالة أي سوء تفاهم، بما يضمن دعماً فعالاً لصمود الفلسطينيين.

التعاون في الملف الليبي

شكلت الأزمة الليبية محوراً هاماً آخر في المحادثات الجزائرية المصرية. إذ تشكل ليبيا تحدياً إقليمياً مشتركاً للبلدين، حيث تتمتع الجزائر ومصر بنفوذ كبير على مختلف الأطراف الليبية. تسعى الجزائر لدعم المجلس الرئاسي الليبي، بينما تمتلك مصر تأثيراً على مجلس النواب. يعكس هذا التعاون رغبة مشتركة في تحقيق استقرار ليبيا وتلبية تطلعات الشعب الليبي، على الرغم من التحديات التي تواجه هذا المسار.

ويرى المحللون أن تعزيز التفاهمات الجزائرية المصرية حول ليبيا يمكن أن يُحدث تأثيراً كبيراً على مسار الأزمة، بشرط إيجاد توافق حول مصالح البلدين، وتكثيف الجهود لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية.

شراكات اقتصادية واستثمارات متنامية في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، اتفق البلدان على تطوير التعاون في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، والصناعة، والزراعة. شهدت السنوات الأخيرة ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الجزائر ومصر ليصل إلى مليار دولار، ويطمح الجانبان لرفع هذه القيمة إلى خمسة مليارات دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. يلعب التعاون بين شركتي “سوناطراك” الجزائرية و”بتروجيت” المصرية دوراً محورياً في تحقيق هذه الطموحات.

كذلك، تُقدر الاستثمارات المصرية في الجزائر بنحو 3 مليارات دولار، وتشمل قطاعات البنية التحتية، وصناعة الكابلات، والأسمدة، مما يعكس عمق الروابط الاقتصادية بين البلدين وتطلعهم إلى تحقيق شراكات مستدامة.

زيارة سلطنة عُمان

بعد القاهرة، يتوجه الرئيس تبون إلى سلطنة عُمان، في زيارة تعد الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى السلطنة. تأتي هذه الزيارة في إطار سعي الجزائر لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج، خاصةً سلطنة عُمان التي تشترك معها في روابط ثقافية ودينية، لا سيما في منطقة غرداية الجزائرية التي تتبع المذهب الإباضي السائد في عُمان.

تهدف الجزائر من هذه الزيارة إلى توسيع نطاق التعاون مع سلطنة عُمان في مجالات متنوعة تشمل الصناعات الدوائية، والطاقة المتجددة، والزراعة الصحراوية. تأتي هذه الخطوة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية ضمن مجلس التعاون الخليجي، وفي إطار رؤية الجزائر لبناء تحالفات اقتصادية جديدة تدعم نموها وتطورها.

تعزيز التعاون العربي المشترك

تأتي جولة الرئيس عبد المجيد تبون إلى القاهرة ومسقط في وقت تتطلع فيه الجزائر إلى تعزيز دورها في دعم القضايا العربية، والتأكيد على التزامها بالعمل العربي المشترك. تسعى الجزائر، بالتعاون مع مصر وعُمان، إلى إيجاد حلول للأزمات الإقليمية المعقدة، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وبينما تعزز الجزائر شراكاتها الاقتصادية والتجارية، تواصل دفع مساعي التضامن العربي نحو مستقبل يُحقق طموحات الشعوب العربية. يتطلع الجزائريون، والمصريون، والعُمانيون إلى مستقبل مشرق قائم على التعاون المثمر، والتنمية المستدامة، والاستقرار الإقليمي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر

يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …