‫الرئيسية‬ الأولى مهرجان ثقافي فرنسي يستضيف حركة “الماك” الإرهابية؟!
الأولى - الوطني - فنون وثقافة - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

مهرجان ثقافي فرنسي يستضيف حركة “الماك” الإرهابية؟!

مهرجان ثقافي فرنسي يستضيف حركة “الماك” الإرهابية؟!
تحوّل مهرجان الكتاب في بريتاني، الذي احتضنته مدينة كاراي يومي 25 و26 أكتوبر 2025، إلى فضيحة ثقافية وسياسية بعد ظهور ممثلين عن تنظيم “الماك” الانفصالي المصنّف رسميًا كتنظيم إرهابي في الجزائر بموجب قرار المجلس الأعلى للأمن الصادر في 18 ماي 2021. مشاركة هذا التنظيم وسط فعالية أدبية مخصّصة للكتاب ودور النشر أثارت موجة غضب غير مسبوقة داخل فرنسا، خاصة بعد اعتبار كثيرين أنّ المهرجان «تعرّض لاختراق خطير» عبر منح منصة لتنظيم يحمل مشروعًا انفصاليًا ومعاداة واضحة لمبادئ التضامن والعدالة.

الشرارة الأولى للجدل جاءت من الجمعية الفرنسية – فلسطين للتضامن (AFPS)، فرع وسط بريتاني، التي أعربت عن سخط شديد تجاه استضافة التنظيم. الجمعية اعتبرت – وفق ما نشرته منصة Maville – Quimper التابعة لصحيفة Ouest-France – أن السماح لحركة “الماك” بالمشاركة يشكّل «تكريمًا غير مقبول لتنظيم إرهابي له علاقات ثابتة مع اليمين الفرنسي المتطرف» و«يبدي دعمًا واضحًا للحكومة الإسرائيلية». هذا الموقف الصارم من جمعية فرنسية معروفة بدفاعها عن القضية الفلسطينية شكّل صدمة داخل الوسط الثقافي الفرنسي.

الجدل تضاعف بعد ظهور ملود آيت عز الدين، الذي يقدم نفسه بصفة “ناطق باسم حكومة في المنفى”، داخل أروقة المهرجان، الأمر الذي أثار استغرابًا واسعًا لدى الحضور. فقد عبّر العديد منهم – وفق ما نقلته الصحافة المحلية – عن دهشتهم من إدراج تنظيم إرهابي مصنّف رسميًا في بلده الأصلي ضمن برنامج فعالية ثقافية موجّهة للأدب، معتبرين أنّ هذا الحضور «شوّش على المهرجان» وطرح أسئلة خطيرة حول شفافية اختيار الضيوف.

وتشير ردود الفعل داخل فرنسا إلى تذمّر كبير من محاولة تسييس فعالية أدبية، خصوصًا أن المهرجان معروف بتوجهه الثقافي الصرف وباستقباله دور النشر والمؤلفين فقط. غير أنّ إدخال تنظيم إرهابي في هذا الفضاء أظهر، بحسب الحاضرين، «خللًا تنظيميًا جسيمًا» و«تساهلًا غير مفهوم» من اللجنة المنظمة التي امتنعت عن أي تعليق رسمي حتى الآن.

أما من المنظور الجزائري الرسمي، فإنّ مشاركة حركة “الماك” في أي نشاط خارجي تبقى قضية حساسة بالنظر إلى التصنيف القانوني الذي ينصّ بوضوح على أنها تنظيم إرهابي. وبناءً على هذا التصنيف، فإنّ أي ظهور خارجي للحركة – وخاصة تحت غطاء ثقافي – يُنظر إليه في الجزائر كتحرك يهدف إلى تبييض صورة تنظيم يهدد وحدة البلاد، ومحاولة استغلال الفضاءات الأوروبية لإضفاء شرعية على خطاب انفصالي معادٍ للدولة الجزائرية.

في المقابل، يتواصل الصمت من إدارة المهرجان في كاراي، دون تقديم أي تفسير للرأي العام حول خلفيات دعوة هذا التنظيم أو المعايير التي تم اعتمادها، ما عمّق الجدل وفتح الباب أمام تساؤلات حول احتمال وجود اختراق أو سوء تقدير خطير عند منح منصة لتنظيم إرهابي داخل نشاط ثقافي فرنسي.

وتؤكّد هذه القضية أنّ “الماك” باتت تواجه رفضًا واضحًا داخل فرنسا نفسها، وأن أولى موجات الاعتراض جاءت هذه المرة من جمعيات مدنية فرنسية، لا من الجزائر، وهو ما كشف حجم الحساسية التي يثيرها ظهور التنظيم خارج البلاد، وعمق التضارب بين صورته التي يحاول تسويقها في أوروبا، وطبيعته الحقيقية كما حدّدها القانون الجزائري.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

وزير الداخلية الفرنسي يكشف اتصالًا رسميًا من الجزائر

تلوح في الأفق بوادر انفراج حذرة في العلاقات الجزائرية – الفرنسية بعد أشهر من الجمود والتوت…