‫الرئيسية‬ في الواجهة أحوال الناس مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تحويلها إلى “موضة”: الطلاق والخلع.. يهددان استقرار الأسرة الجزائرية
أحوال الناس - 7 سبتمبر، 2024

مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تحويلها إلى “موضة”: الطلاق والخلع.. يهددان استقرار الأسرة الجزائرية

مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تحويلها إلى "موضة" الطلاق والخلع.. يهددان استقرار الأسرة الجزائرية
تشهد الجزائر ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الطلاق، مما يهدد استقرار الأسرة والمجتمع. ما كان يُعتبر “أبغض الحلال” أصبح ظاهرة اجتماعية مقلقة. وفقًا لإحصائيات الديوان الجزائري للإحصاء، تجاوزت حالات الطلاق 33 بالمائة من حالات الزواج، حيث تم تسجيل 93,400 حالة طلاق في سنة 2023، مقارنة بـ 76,000 حالة في 2021 و84,000 حالة في 2022. ويرجع المختصون هذه الظاهرة إلى عوامل متعددة، أبرزها غياب روح المسؤولية وتراجع الثقة بين الزوجين، بالإضافة إلى الخيانة الزوجية.

البعض يرى أن استقلالية المرأة تُعَدّ عاملًا رئيسيًا في زيادة حالات الطلاق، فيما يعتقد آخرون أن التحديات الاقتصادية، مثل البطالة وأزمة السكن، ساهمت في تفاقم التوتر في العلاقات الزوجية. من بين الأسباب التي ساهمت في تفاقم هذه الظاهرة هو تيسير إجراءات الطلاق والخلع في قانون الأسرة الجزائري. فقد بات من السهل على المرأة إنهاء الزواج دون موافقة الزوج أو حضوره في المحكمة، حيث يتم إصدار حكم الطلاق في غضون ثلاثة أشهر فقط، وهو حكم غير قابل للطعن. هذا التسهيل دفع بعض المحامين للتحذير من أن مثل هذه الإجراءات قد تشجع على التسرع في اتخاذ قرار الطلاق، خصوصًا بين المتزوجين حديثًا.

في الوقت الحالي، تشهد العلاقات الأسرية تغييرات كبيرة بسبب الطغيان المادي وفهم الاستقلالية بشكل خاطئ. فالكثير من النساء يعتقدن أن الاستقلال المادي والمعنوي هو مفتاح التحرر والتطور، لكن هذا الفهم أدى في بعض الأحيان إلى أزمات نفسية واجتماعية. وبالتالي، قلَّ دور المرأة في بناء العلاقات الزوجية المتينة، مما أسهم في ضعف استقرار الأسرة.

من جانب آخر، يرى علماء الاجتماع أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا بارزًا في تطبيع فكرة الطلاق، بل وتحويله إلى “موضة”. بدلاً من الحزن على فشل الزواج، يقوم البعض بالاحتفال بما يسمونه “حرية جديدة” من خلال حفلات الطلاق. منصات التواصل الاجتماعي تروج لصورة مثالية عن الحياة، ما يزيد من توقعات غير واقعية حول الزواج، ويجعل العديد من الأزواج ينظرون إلى العلاقة الزوجية على أنها مجرد ارتباط عاطفي، متأثرين بما يشاهدونه في المسلسلات والأفلام.

رجال الدين يشيرون إلى أن غياب الوازع الديني وتراجع القيم الأخلاقية التي كانت تحمي مؤسسة الزواج، قد ساهم في انتشار الطلاق. فالزواج الذي أصبح قائمًا في كثير من الأحيان على أسس مادية فقط، يكون هشًا وعرضة للانهيار. المختصون في العلاقات الزوجية يؤكدون على ضرورة تقديم التوعية قبل الزواج واللجوء إلى الاستشارات الزوجية كحلول للتغلب على المشكلات قبل اللجوء إلى الطلاق.

ومع المحاولات المتزايدة لتقديم حلول قانونية واجتماعية للحد من ظاهرة الطلاق، يبقى التساؤل مطروحًا: هل يمكن لهذه الحلول أن توقف هذا الارتفاع في معدلات الطلاق، في ظل التغيرات الثقافية وتأثير التكنولوجيا على مفاهيم الأسرة؟


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

بين التقاليد الراسخة والجدل الديني: هكذا يحتفل الجزائريون بالمولد النبوي الشريف

يُعتبر المولد النبوي الشريف في الجزائر من أبرز المناسبات التي تجمع بين الجوانب الدينية وال…