هلع أوروبي من تولي ترامب ونائبه رئاسة أمريكا
بدأت الدول الأوروبية تدخل في حالة من القلق والفزع الكبيرين بعد فشل محاولة اغتيال الرئيس ترامب “عدو الأوروبيين”. وقد وعد ترامب في حال انتخابه رئيساً أن لا ينتظر حتى شهر يناير لمباشرة عملية التفاوض لإنهاء الأزمة الأوكرانية وإحلال السلام، بل سيبدأ العمل مباشرة بعد إعلان نتائج انتخابه. هذا الموقف أرعب الأوروبيين وزاد من تخوفهم، خاصة أن ترامب اختار نائباً له معروفاً بمعاداة استمرار دعم أوكرانيا، وقد صرح بأن أمريكا صرفت 200 مليار دولار لدعم أوكرانيا دون أن نعرف لماذا وما الهدف من ذلك.
التوجه القادم للإدارة الأمريكية في حالة فوز ترامب سيكون مؤلماً جداً للأوروبيين وسيعري سياساتهم أمام العالم، وهم الذين حولوا بلدانهم إلى مجرد أذيال تابعة لأمريكا حتى ضد مصلحة شعوبهم. نائب الرئيس الذي اختاره ترامب يوصف بالانعزالي، بمعنى أنه لا يرى إلا مصلحة أمريكا فقط، ولا تهمه مصالح الدول الأوروبية. ويرى مثل الرئيس ترامب أن العدو الحقيقي لأمريكا هو الصين وليست روسيا، وسيعمل على إخراج الولايات المتحدة من المواجهة مع روسيا والتخلي عن دعم الأوروبيين الذين سيصبحون كاليتامى دون أب يرعاهم.
يدعم ترامب صديقه رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان للإسراع في إيجاد حل للأزمة الأوكرانية. وهناك معلومات تؤكد اتصال فريق ترامب بمسؤولين أوروبيين لحثهم على الانخراط في مسار أوربان للسلام. كما تأتي معلومات أخرى تؤكد نفس التوجه، منها منع بولندا من طرف حلف الناتو من استهداف الأراضي الأوكرانية كما خططت له بالاتفاق مع زيلينسكي، والتحذير يتعلق بتفادي المواجهة المباشرة مع روسيا ولجم أطماع بولندا في ضم غرب أوكرانيا. للتذكير، فإن الوزير الأول الحالي لبولندا الخباز السابق دونالد توسك معروف بعدائيته المفرطة للروس وهو من أحد رموز نقابة تضامن “صوليدارنوش” التي ساهمت في تفكيك مجموعة دول حلف وارسو.
الأحداث تتسارع، ومن المتوقع أن تنقلب الموازين السياسية في دول الاتحاد الأوروبي التي ارتكبت خطأً سياسياً فادحاً بتعيين كايا كلاس مسؤولة عن السياسة الخارجية الأوروبية، وهي من أكثر الشخصيات الكارهة للروس. وستكون في مأزق حقيقي لتوفيق بين عواطفها المعادية للروس وأوامر أمريكا بالتفاوض لإنهاء الحرب التي تخسرها أوكرانيا يومياً على جبهة القتال.
إنهاء الحرب في أوكرانيا هو مصلحة أمريكية الآن، كما كانت بدايتها مصلحة أمريكية، وفي كلتا الحالتين الأوروبيون مجرد تابعين بلا إرادة لهم، وسيتخلى عنهم ترامب بمجرد فوزه في الانتخابات. سياسة ترامب تستهدف أيضاً تفكيك حلف الناتو، الذي لم يعد صالحاً حسبه لخدمة مصالح أمريكا، بل أصبح يشكل عبئاً ثقيلاً عليها. قد تصل سياسة ترامب إلى حد إعلان انسحاب أمريكا من الحلف الأطلسي، وبالتالي إنهاء وجوده.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الزليج الجزائري يتوج في معرض “إكسبو 2025 أوساكا” باليابان
تألقت الجزائر مجددًا على الساحة الدولية من خلال تتويجها بالميدالية الفضية لأفضل تصميم خارج…