هل أصبح السلاح النووي هو الحل؟
الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي الموقَّع مؤخرًا بين السعودية وباكستان يفتح بابًا جديدًا في موازين القوى الإقليمية. فقد أعلن وزير الدفاع الباكستاني أن قدرات بلاده، بما في ذلك النووية، ستكون متاحة لحماية المملكة إذا طلبت ذلك، وهو تصريح أربك حسابات خصوم الرياض.
هذا الاتفاق جاء في أعقاب الضربة الإسرائيلية على الدوحة، التي استهدفت اجتماعًا لقيادة “حماس”، وأثارت غضبًا واسعًا لكونها انتهاكًا مباشرًا لسيادة قطر. وبالنظر إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في معظم مواقفها، رأى كثيرون أن الاعتماد على واشنطن لحماية أمن الخليج لم يعد خيارًا مضمونًا. فالتجربة أثبتت أن أمريكا لا تلتزم دائمًا بتعهداتها عندما يتعلق الأمر بمصالح إسرائيل.
من هنا، شكّل الاتفاق السعودي–الباكستاني رسالة قوية: أن المملكة تبحث عن مظلة ردع حقيقية، بعيدًا عن الضمانات الأمريكية المتآكلة. كلمة السر التي أقلقت إسرائيل كانت الإشارة إلى “القدرة النووية”، فهي المصدر الأساسي لعنجهية تل أبيب وتفوقها الإقليمي.
يرى محللون أن الاتفاق ليس مجرد تعاون عسكري، بل رد مباشر على مشاريع التوسع الإسرائيلي ورغبة نتنياهو في تكريس واقع جديد في المنطقة، وسط ضغوط أمريكية على السعودية للانضمام إلى اتفاقيات إبراهام مقابل دعم عسكري. أما الرياض، فقد فضّلت بناء تحالف بديل يضمن لها الدفاع عن سيادتها دون مقايضات سياسية.
منذ اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022 عاد الحديث عن السلاح النووي كدرع حقيقي ضد القوى العظمى. التجربة الروسية أبرزت أن امتلاك السلاح النووي هو ما منع تفتيت روسيا أو احتلالها، رغم الضغوط الاقتصادية والعسكرية الغربية. ومن هنا، يبدو أن النووي قد يتحول إلى “غاية قصوى” تسعى إليها الدول التي تشعر بالضعف أمام الأطماع التوسعية.
إن المشهد الجديد يوحي بأن السنوات القادمة ستشهد سباقًا محمومًا نحو امتلاك وسائل ردع استراتيجية، في عالم لم يعد فيه القانون الدولي أو الضمانات السياسية كافية لردع من يمارس القوة العارية. وفي هذا السياق، قد يصبح السلاح النووي بالنسبة لكثير من الدول “خيار البقاء” وليس مجرد ورقة تفاوض.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…