“هواوي الجزائر” توقّع اتفاقيات مع ثلاث جامعات في قسنطينة وسط مخاوف أمنية: هل يجب القلق من التعامل مع “هواوي”؟

"هواوي الجزائر" توقّع اتفاقيات مع ثلاث جامعات في قسنطينة وسط مخاوف أمنية: هل يجب القلق من التعامل مع "هواوي"؟

وقّعت جامعات قسنطينة 1، 2، و3 اتفاقيات تعاون مع شركة “هواوي الجزائر” بهدف دمج الطلاب في أكاديمية التميز لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابعة للشركة، لتعزيز التعليم في مجالات تكنولوجيا المعلومات والحوسبة السحابية. جرى حفل التوقيع في جامعة عبد الحميد مهري (قسنطينة 2) بحضور رؤساء جامعات الإخوة منتوري (قسنطينة 1) أحمد بوراس، وقسنطينة 2 يوسف لخضر حمينة، وجامعة صالح بوبنيدر (قسنطينة 3) شعبان بايتش، بالإضافة إلى المدير العام لشركة هواوي الجزائر، أليكس ليو تشانغشانغ.

تأتي هذه الاتفاقيات ضمن مبادرة Huawei Cloud Tour 2024 الموجهة للطلاب وأصحاب المشاريع الناشئة، بالتنسيق مع Algeria Venture ووزارة التعليم العالي، بهدف تعزيز الحلول الرقمية والابتكارات الحديثة في الجزائر.

تطوير التعليم التكنولوجي مع تعزيز المخاوف الأمنية

في ظل هذه الشراكة، تهدف “هواوي الجزائر” إلى تدريب الأساتذة والطلاب في مجالات الأمن السيبراني وتخزين البيانات والحوسبة السحابية، مع تقديم شهادات معترف بها دوليًا. ومع ذلك، تظل هناك مخاوف أمنية متزايدة حول دور “هواوي” في توفير هذه التكنولوجيا، خاصة بعد الفضائح التي لاحقت الشركة على الصعيد الدولي.

تواجه “هواوي” منذ سنوات اتهامات بالتورط في أنشطة تجسس لصالح الحكومة الصينية، وهو ما دفع دولًا مثل الولايات المتحدة وأستراليا إلى حظر استخدام معدات هواوي في شبكات الجيل الخامس الخاصة بها. ورغم هذه التحذيرات، تواصل الشركة التوسع في الأسواق العالمية، بما في ذلك الجزائر.

رؤية الشركة وردها على الاتهامات

رغم النجاحات التي حققتها “هواوي” في السوق التكنولوجية، دافعت الشركة عن نفسها ضد هذه الاتهامات. صرح مسؤولون في الشركة، من بينهم رئيسها جوو بينغ، بأن الشركة لم تتورط في أي أنشطة تجسس ولم تركب “أبواب خلفية” في أجهزتها تتيح التجسس على المستخدمين. ومع ذلك، أبدت بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا قلقها بشأن استخدام معدات “هواوي” في البنية التحتية الوطنية، وطالبت بإجراء مراجعات أمنية لضمان حماية شبكاتها من المخاطر المحتملة.

هل يجب القلق؟

بينما تتزايد المخاوف حول استخدام تكنولوجيا “هواوي”، يرى بعض الخبراء أن الكثير من هذه المخاوف قد تكون مدفوعة بالتوترات السياسية والاقتصادية بين الدول الكبرى. وفي الوقت نفسه، يبقى على الجامعات والمؤسسات التي تعتمد على حلول “هواوي” التأكد من الالتزام بأفضل الممارسات الأمنية لضمان حماية البنية التحتية المعلوماتية.

على الرغم من التحديات الأمنية التي تلاحق “هواوي”، تظل الشركة شريكًا قويًا في تقديم الحلول التكنولوجية والابتكار في الجزائر، خاصة من خلال برامجها التدريبية وشراكاتها مع الجامعات. لكن المخاوف الأمنية يجب أن تظل جزءًا من المعادلة، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية في مختلف المجالات.