وهران، قسنطينة والجزائر… ثلاثي التألق الجزائري في تقرير أوكسفورد إيكونوميكس 2025
نشرت مؤسسة “أوكسفورد إيكونوميكس” تقريرها السنوي لسنة 2025 حول مؤشر المدن العالمية الأكثر جذبًا، وهو التصنيف الذي يقيّم أداء وتطور ألف مدينة حول العالم، وفق معايير متعددة تشمل الاقتصاد، جودة الحياة، البيئة، الحوكمة، ورأس المال البشري. وقد شكّل هذا التقرير مفاجأة سارة للجزائريين، إذ سجلت ثلاث مدن جزائرية حضورًا لافتًا ضمن قائمة أفضل 20 مدينة إفريقية من حيث الجاذبية، ويتعلق الأمر بـالجزائر العاصمة، قسنطينة، ووهران، في سابقة تُحسب للجزائر في ميدان التخطيط الحضري والتنافس الإقليمي.
الطبعة الجديدة من المؤشر، التي أُطلقت لأول مرة عام 2024، لم تكتف بتقديم ترتيب تقليدي، بل صنّفت المدن ضمن أنماط حضرية متميزة، كالعواصم الثقافية، والمدن الصناعية، والمدن المستدامة، والمراكز الإقليمية، مما أضفى بُعدًا نوعيًا على عملية التقييم. كما تطرقت الدراسة إلى التحديات العالمية التي تواجه المدن في السنوات المقبلة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي التوليدي، التغير المناخي، والتحولات الديموغرافية، وهي عوامل تفرض على المدن التفكير في نماذج تنموية أكثر تكاملًا واستشرافًا.
ووفقًا لنتائج التصنيف، جاءت الجزائر العاصمة في المرتبة 389 عالميًا والخامسة على الصعيد الإفريقي، لتؤكد مكانتها كمركز سياسي واقتصادي وثقافي وطني. بينما احتلت قسنطينة، عاصمة الشرق ومدينة الجسور المعلّقة، المرتبة 474 عالميًا والتاسعة إفريقيًا، مستفيدة من إرثها التاريخي ومكانتها العلمية. أما وهران، مدينة الغرب الساحلية، فقد جاءت في المرتبة 578 عالميًا والعشرين إفريقيًا، بما تمتلكه من طاقات شبابية ونشاط سياحي وفني متنامٍ.
ويعتمد هذا التصنيف العالمي على 27 مؤشرًا موزعة على خمس فئات رئيسية: الاقتصاد (30٪)، رأس المال البشري (25٪)، جودة الحياة (25٪)، الحوكمة (10٪)، والبيئة (10٪). ويُعتبر مرجعًا هامًا لرسم سياسات التنمية الحضرية، إذ يسمح للسلطات المحلية بتقييم أداء مدنها مقارنة بمثيلاتها في العالم، واستشراف نقاط التحسين.
رغم هذا التقدم، لا تزال دول مثل المغرب وجنوب إفريقيا تتفوق من حيث عدد المدن المصنفة؛ إذ احتلت المغرب سبع مدن ضمن الترتيب، أبرزها الدار البيضاء وطنجة ومراكش، بينما سجلت جنوب إفريقيا خمس مدن، من بينها جوهانسبورغ وكيب تاون وبريتوريا. في المقابل، ظهرت تونس في الترتيب من خلال العاصمة فقط (529 عالميًا، و14 إفريقيًا)، بينما تميزت القاهرة وبورت لويس ونيروبي بالمراتب الثلاث الأولى على المستوى القاري.
أما على المستوى الدولي، فقد احتلت نيويورك، لندن وباريس المراتب الثلاث الأولى، تليها مدن مثل ملبورن وطوكيو. وفي العالم العربي، جاءت دبي في المرتبة 51، وأبو ظبي في 73، بينما احتلت الرياض المركز 97. أما في العالم الإسلامي، فقد جاءت كوالالمبور في المرتبة 79، ما يعكس بروز مدن جنوب شرق آسيا كقوى حضرية صاعدة.
ورغم أن المدن الجزائرية لم تدخل بعد نادي المئة الأولى عالميًا، إلا أن هذا الحضور في الترتيب الإفريقي يعكس ديناميكية جديدة تستحق التثمين، كما يمثل دعوة لتعزيز الإصلاحات على مستوى الحوكمة الحضرية والبنية التحتية، ودعم الاقتصاد المحلي ومناخ الأعمال، لجعل المدن الجزائرية أكثر تنافسية، لا فقط إفريقيًا، بل دوليًا كذلك.
إن إدراج الجزائر العاصمة، قسنطينة ووهران في هذا التصنيف هو رسالة واضحة بأن المدن الجزائرية باتت تمتلك مقومات التقدّم، وأن الرهان اليوم هو على استثمار هذه المؤشرات الإيجابية في بناء مدن ذكية، مستدامة، ومندمجة في محيطها العالمي.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…