‫الرئيسية‬ في الواجهة تصاعد الجدل في فرنسا بعد تغريدة حزب “الجمهوريين”
في الواجهة - 9 يونيو، 2024

تصاعد الجدل في فرنسا بعد تغريدة حزب “الجمهوريين”

تصاعد الجدل في فرنسا بعد تغريدة "الجمهوريين"
تصاعد الجدل في فرنسا إثر تغريدة نشرها حزب “الجمهوريين” (Les Républicains) تضمنت رسالة مثيرة للجدل تجاه الجزائر. التغريدة التي وصفت بأنها تحمل نبرة استعلائية ومسيئة، أثارت ردود فعل واسعة من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية في فرنسا والجزائر على حد سواء.
تأثير التغريدة على العلاقات الفرنسية الجزائرية

نشر حزب “الجمهوريين” التغريدة في سياق توتر العلاقات بين البلدين، وهو ما اعتبره الكثيرون خطوة غير محسوبة. أدت التغريدة إلى فتح جراح الماضي الاستعماري وتغذية مشاعر العداء بين الشعبين. سارع السياسيون الفرنسيون والجزائريون للتعليق عليها، حيث انتقد العديد من السياسيين في فرنسا هذه الخطوة ووصفوها بأنها غير مسؤولة وتزيد من تعقيد العلاقات مع الجزائر. في الجزائر، أثارت التغريدة استياءً واسعاً، حيث رأت فيها الأطياف المختلفة تجاوزاً غير مقبول.

العلاقات الفرنسية الجزائرية تشهد تعقيدات منذ فترة طويلة بسبب التاريخ الاستعماري والصراعات المستمرة حول قضايا الذاكرة والتعويضات. التغريدة الأخيرة لحزب “الجمهوريين” جاءت في وقت حساس، وقد تلحق الضرر بجهود تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.

يومية “المجاهد” ترد على التغريدة المسيئة
واجهة يومية المجاهد
واجهة يومية المجاهد

ردت يومية “المجاهد” الجزائرية يوم الثلاثاء على التغريدة “المسيئة” الصادرة عن زعيم حزب “الجمهوريين”، إريك سيوتي، مؤكدة أن هذه التغريدة تعبر عن حقد وضغينة جزء من الطبقة السياسية الفرنسية تجاه الجزائر.

وأوضحت الجريدة في افتتاحيتها بعنوان “انهيار وانحطاط جزء من الطبقة السياسية الفرنسية: سقوط مثير للشفقة”، أن جزءاً من الطبقة السياسية الفرنسية يعاني من هوس جزائري منذ عام 1962. وأضافت أن التغريدة المشينة تعبر عن الحقد الشديد والضغينة تجاه الجزائر، التي يحن إليها بعض الفرنسيين كالجنة المفقودة.

الانتقادات الواسعة في فرنسا

التغريدة أثارت ردود فعل واسعة في فرنسا أيضاً، حيث انتقدها العديد من السياسيين الفرنسيين، بما في ذلك مرشحة “الجمهوريين” في الانتخابات الأوروبية، وصال بوغالم، ورئيس منطقة هو-دو-فرانس، كزافيي برتران، وزعيم الحزب الاشتراكي، أوليفيي فور. جميعهم نددوا بهذه التغريدة، مشيرين إلى أنها لا تشرف فرنسا حقوق الإنسان.

أكدت يومية “المجاهد” أن هذا الهجوم يثير الاشمئزاز والشفقة في آن واحد، ويعكس مثالاً واضحاً عن التقزم السياسي في الطبقة السياسية الفرنسية التي تشكل الأقلية.

التأثير على الجهود الدبلوماسية

من المتوقع أن تؤثر هذه التغريدة سلباً على الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بين فرنسا والجزائر. التصريحات المستفزة قد تؤدي إلى تأزيم الوضع الدبلوماسي بين البلدين، وتفتح الباب أمام المزيد من الانتقادات من قبل الأطراف المعنية. تغريدة حزب “الجمهوريين” تعكس التوتر المستمر في العلاقات الفرنسية الجزائرية، وتثير تساؤلات حول المسؤولية السياسية والأخلاقية في التعامل مع القضايا الحساسة بين البلدين. هذه الحادثة تؤكد الحاجة إلى نهج دبلوماسي حذر ومدروس لتجنب التصعيد وتجاوز الصراعات التاريخية نحو التأسيس لمستقبل علاقات متزنة وأفضل.

دغدغة مشاعر الناخبين المتطرفين

جاءت تغريدة حزب “الجمهوريين” في سياق يبدو أنه يهدف إلى استمالة الناخبين المتطرفين، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الأوروبية. استخدام لهجة مستفزة تجاه الجزائر يمكن تفسيره كاستراتيجية لجذب أصوات الناخبين المتطرفين الذين يتبنون مواقف معادية للمهاجرين والجزائريين على وجه الخصوص. توقيت التغريدة يوحي بأن “الجمهوريين” يسعون لتعزيز شعبيتهم بين قواعد الناخبين اليمينيين المتشددين، الذين يتعاطفون مع خطابات الهوية الوطنية والمعادية للهجرة.

استراتيجية محفوفة بالمخاطر

هذه الاستراتيجية قد تكون فعالة على المدى القصير في كسب الأصوات، لكنها ستؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والعرقية، وإلى تدهور العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر. استخدام مثل هذه الخطابات يمكن أن يعمق الانقسامات داخل المجتمع الفرنسي ويؤثر سلباً على التعايش السلمي.

في المجمل، يبدو أن تغريدة حزب “الجمهوريين” تأتي كجزء من محاولة أكبر لاستقطاب الناخبين اليمينيين المتطرفين قبيل الانتخابات الأوروبية، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية الخطاب السياسي وأثره على المجتمع والعلاقات الدولية. هذا النوع من الخطابات قد يؤدي إلى تعميق الفجوة بين فرنسا والجزائر، ويعقد الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة والتعاون بين البلدين.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر

يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …