التصعيد في أوكرانيا: ردع “متقدم” أم بداية حرب نووية؟
كانت رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحة ومقصودة عندما صرح في اجتماع مع قيادة شركات صناعة الدفاع بأن روسيا يجب أن تكون دائمًا متقدمة بخطوة على العدو لضمان النصر. تأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد غير مسبوق في أوكرانيا، مع تهديدات واستفزازات من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، الذين يظهرون أنهم لا يمانعون من تحول النزاع إلى حرب نووية شاملة.
مرحلة جديدة وخطيرة في الحرب الأوكرانية
لقد دخلت الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة وخطيرة بعد أن أعطت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الضوء الأخضر لكييف لاستخدام أسلحة استراتيجية غربية في تنفيذ هجمات على أهداف داخل الأراضي الروسية. حذرت موسكو من تبعات “الاستفزازات” الغربية، ملوحة باستخدام الردع النووي وجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة لا محالة نووية.
خلفية تاريخية للتوترات
بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا بعد إخلال الولايات المتحدة الأمريكية بوعدها التاريخي الذي قطعه وزير خارجيتها جيمس بيكر لزعيم الحزب الشيوعي السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بعدم توسع حلف الناتو شرقًا. قال غورباتشوف لبيكر والاتحاد السوفياتي في الرمق الأخير، “يجب أن يكون واضحًا أن مسألة توسع حلف الناتو نحو الشرق غير مقبولة”، فرد عليه بيكر “ولا ببوصة واحدة سيدي الرئيس”. غير أن الولايات المتحدة، الحاملة لعقيدة الهيمنة، ظلت تضمر النية السيئة وتخطط للإطاحة بروسيا في عقر دارها.
أهداف الولايات المتحدة في أوراسيا عملت الولايات المتحدة لبسط نفوذها على أوراسيا وسحب البساط من تحت أكبر قوة إقليمية في المنطقة، مستخدمة القوة الناعمة في كل من أوكرانيا وأذربيجان وكازاخستان للسيطرة على البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى. نجحت واشنطن في كسب ولاء أوكرانيا التي أعلنت نواياها في الانضمام إلى حلف الناتو، مما دفع بوتين للرد بالقوة العسكرية.
العودة إلى التهديد النووي
شبح التهديد النووي الذي وضع حداً للحروب التقليدية عاد مع “حرب أوكرانيا” التي تحولت إلى “الحرب في أوكرانيا” على حد تعبير المحللين الجيوسياسيين. هذا التهديد يجثم الآن على “أوراسيا”، مع احتمالية تحول الحرب إلى نووية في قلب العالم.
آراء الخبراء
أثنى العديد من الخبراء المحليين والدوليين على تصريحات بوتين، مؤكدين على أهمية التفوق العسكري لضمان الاستقرار. من جانب آخر، حذر خبراء غربيون من مخاطر التصعيد النووي، داعين إلى ضبط النفس والتفاوض لحل النزاع.
التحديات المقبلة
يواجه العالم الآن تحديات كبيرة في ظل تصاعد التوترات في أوكرانيا. يتعين على القوى الكبرى إيجاد طرق لتجنب التصعيد النووي وضمان استقرار المنطقة. تبقى الحاجة ملحة للعودة إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حلول سلمية للنزاع.
التصعيد في أوكرانيا يعكس تعقيدات جيوسياسية عميقة وتحولات في موازين القوى العالمية. بينما يبقى الردع النووي أداة قوية في يد القوى الكبرى، فإن التهديدات المستمرة تستدعي تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا لتجنب كارثة عالمية. علينا أن نتذكر دائمًا أن السلام والتعاون هما السبيل الأمثل لضمان مستقبل آمن ومستقر للجميع.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
مُخيم رواد الأعمال الشباب بتيبازة قريبًا
ينظم المجلس الأعلى للشباب من خلال لجنة التشغيل والمقاولاتية والابتكار واقتصاد المعرفة، مخي…