‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات سنوات “عمي تبون” ( 4)… حرب الرئيس من أجل الرقمنة
مقالات - في الواجهة - 18 يونيو، 2024

سنوات “عمي تبون” ( 4)… حرب الرئيس من أجل الرقمنة

حرب الرئيس من أجل الرقمنة
منذ بدأت خرجات الرئيس تبون في شكل لقاءات دورية مع الإعلاميين، لاحظت أن موضوع الرقمنة يشغل اهتمامه بشكل بالغ، حيث يظهر واضحاً أن هذا الملف يشكل أولوية قصوى بالنسبة له. في هذه السلسلة، سنحاول تفسير مختلف جوانب هذا الموضوع الهام، وفتح الباب لمناقشة أعمق حول تأثيراته وفوائده المحتملة على التنمية والحكم الرقمي في الجزائر.

الرقمنة تعني تأسيس شبكة وطنية عبر الانترنيت تضم بيانات يتم تحديدها بموجب قوانين واضحة وتكون مختلفة الاستعمال تتراوح ما بين استخراج وثائق الحالة المدنية إلى توثيق الملكيات الخاصة والعامة إلى معرفة حالة كل مواطن او شركة مع الضرائب والسجل التجاري وغيرها من المصالح المحيطة بنشاط الأشخاص والشركات العام والخاصة.

الرقمنة تسمح لاي مسؤول حسب تخصصاته الاطلاع على الملفات التي تخص مجال عملة البلدية مثلا لا تطلب منك جلب الوثائق فهي توجد امام العون الإداري على الكومبيوتر يستطيع سحبها مباشرة عند تكوين أي ملف وحتى الصور الشخصية متواجدة امامه و لا يطلب منك صورة إلا اذا لاحظ تغيرا في هيئتك فيأخذ لك صورة مستحدثة للموائمة مع حالتك الجديدة و قد تكون بسبب التقدم في السن عادة.

الرقمنة في بلجيكا مثلا تسمح للضرائب بان تلج مباشرة ودون علمك إلى حسابات الخاصة في البنك كشخص او كشركة وتراقبها في حالة أي شكوك في معاملاتك التجارية او الخاصة و هل هي موافقة للقانون ام لا و لكن لا يستطيع أي جهاز اداري خاص ان يطلع على حسابات فالضرائب لها صلاحيات بموجب قانون واضح.

الرقمنة هي ببساطة تسيير عصري للمجتمع في كل المجالات وتختصر الزمن وتعطي سرعة في تنفيذ الأوامر وتحقيق الأهداف التي تسطرها الهيئات العمومية في الجزائر تعتبر الرقمنة قفزة نوعية في تحسين تسيير هياكل الدولة والحصول على المعلومة سواء كانت خاصة بالأشخاص او المؤسسات والشركات بسرعة ولها طابع الشمولية الوطنية.

الرقمنة في الجزائر ستحل الكثير من المشاكل التسييرية للمجتمع والدولة أيضا وتوفر لأصحاب القرار المعلومة الصحيحة التي يحتاجها من اجل ان يتخذ القرار الصائب لمعالجة المسالة المطروحة وقد يكون رقم احصائي او سن شخص ما ومؤهلاته او حالة الاجتماعية وقد تكون الحالة المالية لاي شركة تتقدم بعرض في مشروع ما ببساطة تسيير عصري وسريع لكل ما يطرح من مسائل في المجتمع ولا يمكن للجزائر ان تستغني عن استعمال الرقمنة.

الرقمنة تعني أيضا إيصال الانترنيت بجودة عالية لكل ربوع الوطن وربط المواطن بشرايين الإدارة والاقتصاد بالطبيب والمدرسة والجامعة والصيدلي والتاجر وبالثقافة والاعلام ومختلف المنصات التي يحتاجها في حياته اليومية، وكلما وسعت الشبكة كلما تجذرت الرقمنة وأهميتها لدى المواطن.

الاقتصاد الرقمي دخل حياتنا من أوسع الأبواب فانت تشتري عبر النت وتبيع عبر النت وتتقدم لطلب وظيفة عبر النت وتخاطب المسؤولين عبر النت وتطلع على أداء البورصات عبر النت لتعرف حالة العالم ووضع اقتصاد بلادك

يكمن ان نكتب الكثير والكثير عن الرقمنة إلى ما لا نهاية وهو أكبر دليل على منافعها وهذا سبب الذي يؤرق الرئيس من عدم انتشارها في بلادنا فحالها في الجزائر يسير ببطيء لأنها تصطدم ببعض العادات والتقاليد القديمة كما تصطدم بممارسات الكذب والتزوير والنهب والسرقة والتهرب الضريبي إلى غيرها من السلبيات التي تمارس في المجتمع.

الرقمنة ستساعد الجزائر في إعادة النظر في نظام الدعم الحالي الذي اصبح لا يتماشى مع الحقائق الاقتصادية الجديدة و يحتاج ان يوجه مباشرة للمواطن الذي يحتاجه عوض ان تستفيد منه فئات واسعة من المجتمع ذات دخل عالي ، فالرقمنة تمكن من احداث اصلاح عميق للنظام التقليدي و الذي تستفيد منه لحد الان الدول المجاورة بينما هو موجه للمواطن الجزائري دون غيره.

يبقى التساؤل الذي يجب ان يرافق عملية الرقمنة في الجزائر ويخص تامين خزان المعلومات الذي يحمى الداتا المركزي مع توطينه في الجزائر، إلى جانب تأمين استعماله وحمايته من القرصنة سواء عن طريق نظام الهاكرس او عن طريق الخيانات التي يجب تجريمها قانونيا كأي خيانة أخرى. الرقمنة بالنسبة للجزائر أمر مصيري

نكون او لا نكون؟ مصير الأمة الجزائرية ومستقبلها معلق بالرقمنة وهذا ما يؤرق الرئيس تبون.

لخضر فراط
صحفي معتد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

قمة شرم الشيخ… سلام بلا دولة

بعد أن زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكيان الصهيوني ليقدّم له كل الضمانات، وألقى خطابً…