‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات تايوان وحرب أشباه الموصلات التي تهدد العالم
مقالات - 21 يونيو، 2024

تايوان وحرب أشباه الموصلات التي تهدد العالم

تايوان وحرب أشباه الموصلات التي تهدد العالم
يعود الصراع حول مصير تايوان إلى الواجهة من فترة إلى أخرى، وآخرها تطويق جزيرة تايوان من طرف الجيش الصيني خلال المناورات الأخيرة، التي جاءت بعد خطاب الرئيس التايواني الجديد الذي أكد فيه التوجه الاستقلالي للجزيرة.

يعود تاريخ تايوان إلى خسارة الجيش الوطني الصيني حربه ضد الجيش الشعبي خلال ثورة الزعيم ماو تسي تونغ، مما دفع بقائد الجيش الوطني الصيني، شان كاي شيك، إلى الهروب إلى تايوان، حيث أسس جمهورية الصين الوطنية. بقيت هذه الجمهورية تمثل الصين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى السبعينيات، حين استعادت الصين الشعبية مقاعد التمثيل وطردت ممثلي تايوان.

تعتبر الصين أن تايوان جزء من الوطن الأم ويجب توحيدها مع باقي الجمهورية، في حين تعارض القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، هذا المسعى وتدعم الحركة الاستقلالية في تايوان بوسائل سياسية، دبلوماسية، وعسكرية. تتوعد الولايات المتحدة بمواجهة عسكرية مباشرة مع الصين في حالة استخدام القوة لضم الجزيرة، بينما تصر الصين على أن الجزيرة صينية وستضمها بالطريقة المناسبة، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.

أدى دخول إنتاج أشباه الموصلات على خط الصراع إلى تعقيد المشهد السياسي. تعتبر الصين أن تايوان جزء من أراضيها، لكن تايوان أصبحت الأولى عالميًا في إنتاج أشباه الموصلات المتطورة. أي هجوم عسكري على تايوان سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، حيث يقدر أن يتسبب في خسارة تصل إلى 10% من اجمالي الناتج المحلي العالمي، مما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي خطير.

تتحضر أمريكا والغرب لإمكانية الحرب بين الصين وتايوان، ويركزون على كيفية الحفاظ على آلات تصنيع أشباه الموصلات حتى لا تقع في أيدي الصين، مما قد يحولها إلى قوة عالمية لا يمكن منافستها. تعمل الولايات المتحدة وهولندا، التي تصدر أحدث الطابعات على الحجر التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية، على وضع خطط لتحييد هذه الآلات في حالة الهجوم العسكري.

تم الكشف عن توصية الجيش الأمريكي لنظرائه التايوانيين بتفجير كل آلات المعامل التي تصنع أشباه الموصلات في حالة الحرب مع الصين. بالإضافة إلى ذلك، تفيد المعلومات الجديدة بأن هولندا وأمريكا قررتا وضع نظام لتعطيل الآلات المنتجة لأشباه الموصلات عن بعد، وأكدت هولندا قدرتها على وقف عمل الطابعات الحجرية المتقدمة مباشرة من أراضيها.

يركز الغرب بشكل كبير على المصالح الاقتصادية، دون اكتراث كبير بحياة البشر وحماية حقوق الإنسان كما يزعم في تصريحاته. هدفه الحالي هو تعطيل مصانع إنتاج أشباه الموصلات حتى لا تستفيد منها الصين في حالة ضم الجزيرة بالقوة.

أذهلت التطورات الأخيرة في مجال تطوير الصين لأشباه الموصلات الغرب، حيث تمكنت الصين من إنتاج مشغل بحجم 5 نانوميتر استخدم في أحدث هواتف هواوي. بعد تحليل هذه المنتجات، لم تجد المعامل الغربية أي أثر لتكنولوجيا غربية في تصنيعها أو تصميمها، مما أثار حيرتها وتساؤلاتها حول كيفية توصل الصين لهذه النتيجة.

هذا التطور خلق مشاكل ضخمة للشركات الأمريكية التي منعت من بيع بعض القطع الإلكترونية المتقدمة للصين، لتجد أن الصين قد أنتجتها بنفسها، مما كبدها خسائر بمليارات الدولارات وأفقدها تواجدها في أكبر سوق عالمية لاستهلاك أشباه الموصلات.

لحضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…