ثلاث نساء جزائريات يترشحن للرئاسيات
أعلنت السيدة سعيدة نغزة، رئيسة فيدرالية أرباب العمل، نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية يوم 7 سبتمبر القادم في الجزائر، ليصبح عدد النساء المرشحات ثلاث، وهذا جديد في الساحة السياسية الوطنية.
فبعد لويزة حنون، رئيسة حزب العمال والتي نافست على منصب الرئيس عدة مرات، تأتي السيدة زبيدة عسول، رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي. هذه ظاهرة لم يعرفها أي بلد عربي في السابق بأن تدخل ثلاث نساء للتنافس على منصب الرئيس، ويعبر هذا عن مستوى التقدم الاجتماعي الذي حصل في الجزائر بفضل إجبارية التعليم للجميع، إناثًا وذكورًا، حيث تميل نتائج الفائزات في شهادة البكالوريا والالتحاق بالجامعة سنة بعد أخرى لصالح الإناث. ازداد عدد الإطارات النسوية بكثافة مع تطور التعليم وإجبارية التعليم للجميع.
ورغم الخطاب الديني السلفي الوهابي الذي يعمل ليل نهار، وازداد حدة في الفترة الأخيرة من أجل التوطين في الجزائر وتغيير معالمها الدينية وتكسير مرجعيتها المتوارثة أبا عن جد منذ قرون، لجعل الجزائر أرضه الجديدة بعد طرده من أوطانه الأصلية بسبب ما صنعه من ضغط اجتماعي في تلك البلدان وتكفير لكل صغيرة وكبيرة، وهو الفكر الذي صنع سنوات الإرهاب في الجزائر، فإن ترشح ثلاث حرائر جزائريات للرئاسيات القادمة يعتبر انتصارًا سياسيًا واجتماعيًا على هذه التيارات التكفيرية المتخلفة.
ثلاث نساء مختلفات في التجارب
قاضية سابقة، سيدة أعمال، ونقابية معروفة على الساحة منذ السبعينيات. ثلاث مسارات مختلفة وثلاث نجاحات تميز بها المجتمع الجزائري الذي حرر المرأة وجعل منها وزيرة، ومديرة، وجنرال في الجيش الوطني الشعبي، وقائدة طائرة بعدما كانت مجاهدة في الجبال حملت السلاح لتحرير بلدها ومنهن من استشهدن في ساحات المعركة. تحمل شوارع الجزائر أسماؤهن تخليدًا لجهادهن وحتى لا ينسى الجيل الجديد مآثر المجاهدات.
المترشحات تحمل كل واحدة منهن برنامجًا سياسيًا متنوعًا يختلف محتواه لإقناع الناخب الجزائري بالتصويت لصالحهن، وخاصة إقناع النساء الجزائريات، وهن أغلبية المجتمع، للتصويت لصالح امرأة تكون رئيسة للجزائر، ولما لا.
سنحاول من جهتنا في “المؤشر”، في إطار مشاركتنا في التغطية الإعلامية للحملة، أن نفرد مجالًا لشرح أفكار المرشحين والمرشحات، في محاولة منا للمساهمة في إثراء النقاش وتنوير الرأي العام وإيصال رسائل المرشحين للناخب قدر الإمكان.
الحضور النسوي سيعطي للمشهد السياسي الوطني هذه المرة صورة مختلفة عن انتخابات 2019.
لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء
صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…