جابي المنين.. سفيرة النضال الصحراوي في أستراليا
جابي المنين، المرأة الصحراوية الوحيدة المقيمة في أستراليا، تسعى لتعريف الناس بالمكان الذي نشأت فيه وتسليط الضوء على نضال شعبها من أجل الاستقلال في الصحراء الغربية.
جابي المنين هي امرأة صحراوية-أسترالية تعيش في ملبورن، وتحاول التوازن بين دورها كأم وطالبة جامعية ومعلمة. بالإضافة إلى مسؤولياتها اليومية، تكرس وقتها للدفاع عن شعبها وعائلتها الذين يواصلون الكفاح من أجل الاستقلال في شمال غرب إفريقيا.
تقول جابي: “عندما أخبر الناس أنني من الصحراء الغربية أو أنني ولدت في مخيم للاجئين، يتساءلون عن هذا المكان. أستغل هذه الفرصة لأشرح لهم عن نضال شعبي وكفاحنا من أجل تقرير المصير.”
ظروف الحياة في مخيمات اللاجئين
ولدت جابي في مخيم للاجئين في الجزائر بعد فرار والديها من العنف في عام 1975. يعيش حوالي 165,000 صحراوي في هذه المخيمات على أمل العودة إلى وطنهم يوماً ما. تقول جابي: “الحياة في المخيمات صعبة للغاية. الظروف هناك قاسية، حيث تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 درجة مئوية. لكن رغم ذلك، يشعر الناس بروح المجتمع القوية والدعم المتبادل.”
راندي إروين، محاضر في جامعة نيوكاسل، الذي أجرى أبحاثًا عن اللاجئين الصحراويين، يؤكد على هذه الظروف الصعبة، موضحاً أن المخيمات تقع في أكثر أجزاء الصحراء سخونة، لكن الصحراويين وجدوا طرقاً لجعل الحياة أكثر احتمالاً.
تاريخ الصراع في الصحراء الغربية
كانت الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية من 1884 حتى 1976، وولدت حركة المقاومة الصحراوية المعروفة باسم جبهة البوليساريو في عام 1973 لمقاومة الاستعمار الإسباني. بعد انسحاب إسبانيا، طالبت المغرب وموريتانيا بالمنطقة، مما أدى إلى نزاع طويل الأمد.
كمال فاضل، ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا ونيوزيلندا، يصف الأيام الأولى للنزاع بأنها صعبة للغاية على السكان المحليين، حيث استخدم الجيش المغربي القوة لاحتلال المنطقة.
دعم المجتمع الدولي
رغم اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ووعدها بإجراء استفتاء في عام 1991، لا يزال هذا الاستفتاء غير محقق. تقول جابي إن الصحراويين ما زالوا ينتظرون فرصتهم للتصويت على استقلالهم.
تُعترف جبهة البوليساريو الآن كممثل شرعي للشعب الصحراوي من قبل الأمم المتحدة. وتواجه الصحفيين الصحراويين في المنطقة المحتلة انتهاكات حقوق الإنسان وقمع شديد من القوات المغربية. محمد مايارا، مؤسس “إكيب ميديا”، يوضح أن الهجمات على الصحفيين تهدف إلى ترهيبهم ومنعهم من كشف الجرائم.
رغم الصعوبات، تمكنت جابي من الحصول على منحة دراسية للدراسة في كوستاريكا، ومن ثم انتقلت إلى أستراليا حيث تعيش حياة أفضل مع ابنها. تأمل جابي وشعبها أن يتحقق الاستفتاء الموعود وأن يتمكنوا من تقرير مصيرهم في المستقبل القريب.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…