الجزائر وواشنطن تتعاونان لتعزيز الأمن الإقليمي ومنع تدهور الأوضاع في ليبيا والسودان
أطلقت الجزائر وواشنطن مساعي مشتركة لمنع ليبيا من الانزلاق في صراع داخلي، وفق ما صرح به جوشوا هاريس، السفير الجديد للولايات المتحدة في الجزائر، خلال جلسة استماع في الكونغرس تناولت الأوضاع في ليبيا والسودان.
أفادت مصادر صحفية أن هاريس، الذي سيخلف السفيرة إليزابيث أوبين، أشار إلى أن البلدين يعملان معاً في مجلس الأمن لتعزيز الأمن الإقليمي، بهدف إنهاء الصراع في السودان ومنع ليبيا من التدهور أكثر في صراعها الداخلي. كما أكد أن الجزائر وواشنطن يسعيان لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، التي تواجه تهديدات من التنظيمات المتطرفة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
ذكر الدبلوماسي الأميركي أنه قضى العقد الماضي في السفارة الأميركية في ليبيا، يعمل على مساعدة الليبيين في استعادة سيادتهم الوطنية. وأضاف أن هناك حواراً مثمراً بين واشنطن والجزائر.
وكان هاريس يشغل منصب نائب وزير الخارجية المكلف بشمال أفريقيا قبل تعيينه في منصبه الجديد. وقد زار الجزائر ثلاث مرات بين 2023 و2024، حيث ناقش الأزمات الأمنية والسياسية في ليبيا ومنطقة جنوب الصحراء مع المسؤولين الجزائريين.
تعتبر الجزائر نفسها من أكثر الدول المتضررة من تداعيات سقوط نظام معمر القذافي في 2011، بسبب تسرب الأسلحة وتسلل المتطرفين، فضلاً عن نشاط شبكات الاتجار بالبشر عبر الحدود المشتركة.
في فبراير 2024، دعت الجزائر الأطراف الليبية إلى المشاركة الفعالة في الجهود الدولية لتوفير الشروط اللازمة لإجراء الانتخابات كحل دائم للأزمة. وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال اجتماع اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي، على سعي الجزائر لعقد مصالحة بين الأطراف الليبية وتقديم تجربتها في تنظيم الانتخابات. وشدد عطاف على موقف الجزائر الرافض للتدخلات الخارجية، داعياً الأطراف الأجنبية إلى رفع أيديها عن ليبيا لتمكين الجهود الأفريقية والدولية من تحقيق الأمن والسلام.
بدأ الحوار بين الجزائر وواشنطن حول الأوضاع في المنطقة في يناير الماضي، عندما عقد سفير الجزائر في واشنطن، صبري بوقادوم، لقاءات مع مسؤولين أميركيين، من بينهم هاريس. ناقش الجانبان النزاعات في الصحراء ودول جنوب الصحراء، وخاصة في مالي والنيجر.
نشرت وزارة الخارجية الأميركية على حسابها في منصة “إكس” أن هاريس أكد للسفير بوقادوم تطلع بلاده للعمل بشكل وثيق لتحقيق الأهداف الثنائية والإقليمية المشتركة.
في زيارته للجزائر في سبتمبر الماضي، أعرب هاريس عن قلق الإدارة الأميركية من التصعيد العسكري بين المغرب وجبهة البوليساريو. وأوضح أن الهدف الأميركي هو توفير ظروف نجاح العملية السياسية، وأن التصعيد يتعارض مع مساعي الأمم المتحدة لحل النزاع. وأكد أن الحكومة الأميركية تبذل جهوداً لإعادة إرساء عملية سياسية عبر دعم الأمم المتحدة والمبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي ميستورا، من خلال العلاقات والشراكات القوية مع الجزائر لخلق بيئة تسهم في تقدم العملية الأممية في أجواء من التهدئة.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…