‫الرئيسية‬ في الواجهة فنون وثقافة المخرج الجزائري عبد الباقي صلاي لـ “المؤشر”: “أفضل العمل على المواضيع التاريخية وإحياء ذكر أبطال الثورة”
فنون وثقافة - 4 يوليو، 2024

المخرج الجزائري عبد الباقي صلاي لـ “المؤشر”: “أفضل العمل على المواضيع التاريخية وإحياء ذكر أبطال الثورة”

المخرج الجزائري عبد الباقي صلاي لـ "المؤشر": "أفضل العمل على المواضيع التاريخية وإحياء ذكر أبطال الثورة"
يرى المخرج الجزائري عبد الباقي صلاي أن الوقت لم يفت للنهوض بالصناعة السينمائية في الجزائر، وأن بإمكان المخرجين الجزائريين الالتحاق بالتطور الحاصل في العالم في هذا المجال، وتدارك الأمور، لتصبح السينما مصدر دخل قومياً على غرار العديد من دول العالم الأخرى، كالولايات المتحدة والهند ونيجيريا.

كيف يقدم المخرج عبد الباقي صلاي نفسه للجمهور؟

أعتبر نفسي شخصية جزائرية تحاول أن تقدم أشياء جميلة عن الوطن الجزائر، تساهم في رسم معالم الثقافة بكل أطيافها عبر الكاميرا، وتبحث عن الجديد دائماً من خلال أعمال ثرية وفنية يغلب عليها الطابع الإبداعي. فأنا دائماً أبحث عن البساطة ولا أحب الأضواء القاتلة، ومن خلال أعمالي أختار المواضيع التي لها مستوى ثقافي رفيع. ببساطة، أنا شخصية بسيطة لكن أحب رفع مستوى التفكير، وأبحث عما يثري العقل وينمي ملكة التفكير من خلال كل أعمالي.

رغم صعوبة الإخراج والعمل السينمائي ككل، خصوصاً التمويل، الذي يكاد يكون شحيحاً في بلادنا، إلا أنك تفضل البقاء في هذا الدرب الصعب. لماذا؟

مهنة الإخراج سواء في السينما أو التلفزيون هي مهنة فُرضت عليّ، كما أني أعشقها وأخلص لها رغم كل الصعوبات والعراقيل كما تفضلت. فنحن من خلال هذه المهنة، التي هي فعلاً صعبة، اخترتها عن قناعة، وأعمل لها بكل تفانٍ. ربما هو القدر وربما هي القناعة، لكن الحقيقة أني أحاول دائماً تطوير نفسي والعمل بجهد، ومتيقن أن الله لن يخذلني، فكما عملت الكثير في السنوات الماضية، فسوف أعمل الكثير في المستقبل إن شاء الله.

لماذا تختار التاريخ في كل مرة؟

في الواقع، مواضيع التاريخ تفرض نفسها، لكن على المستوى الشخصي فأنا أحب التعامل مع المواضيع التاريخية التي هي جميلة وتحمل معاني كثيرة وعديدة. العمل على التاريخ هو الرجوع إلى حياة الأجداد التي كانت كلها مشقة وتعب، لكن تتسم بالحب والخير والجهد الكبير. فمن خلال مواضيع التاريخ أجد نفسي وأجد ضالتي، وأشعر بحنين كبير لمثل تلك الحقب.

لديك تعاونيات سينمائية مع مخرجين أمريكيين، ماذا تقول عن هذه التجربة؟

تجاربي كثيرة، لكن مثل هذه التجربة صنعت مني شخصاً آخر من خلال الاحتكاك والتعاون مع الطرف الآخر الذي هو قوي ويدرك معنى العمل السينمائي. تجربة التعاون مع الأمريكان هي تجربة ثرية جداً وأعطتني الكثير من الخبرات.

نحن في بلد لا يعتبر السينما صناعة قائمة بذاتها مثل الدول الأخرى، ألا ترى أن هذا عائق كبير جداً لنهضة السينما في الجزائر؟ وهل يمكن للسينما أن تصبح مصدر دخل وطني للبلاد؟

بالفعل، السينما في الجزائر متأخرة جداً لعدة اعتبارات، أولها أن الثقافة السينمائية غائبة لعقود من الزمن. لقد عشنا فترة المد الإسلاموي الذي كسر كل شيء جميل في ذهن المواطن الجزائري، معتبراً أن السينما من الترف الفكري وتدخل ضمن المحرمات التي يجب محاربتها بكل الوسائل والطرق. الجزائر عقب الاستقلال انطلقت بشكل لافت في الصناعة السينمائية لكن دونما رؤية واضحة، ودونما فتح المجال للقطاع الخاص حتى يتطور ويتمدد بشكل قوي. لقد كانت الجزائر تستطيع أن تنطلق من حيث بدأ الآخرون بأن تهتم بالسينما، ولو أن الأمر سيطول نوعاً ما، وتحاول أن تضع القواعد الأساسية من أجل بناء صرح سينمائي متين يكون مصدر دخل وطني للبلاد. والوقت لا يزال مناسباً، فقط يجب أن تكون هناك إرادة قوية ورؤية واضحة المعالم لمستقبل السينما.

هل ترى أن الفنان الجزائري، بعد الانفتاح على التجارب السينمائية الأخرى، قد وصل إلى مرحلة الاحتراف؟

أستطيع أن أقول إنه فعلياً وصل إلى الاحتراف لكن بشكل نسبي، لأن المحترف هو الذي يعمل طوال السنة، ويتخذ السينما حرفة له ومصدر دخل محترم. لكن مع الأسف الشديد، الفنان الجزائري رغم مهارته الكبيرة يعيش حالة من البطالة التي تجعله لا يتطور في مهنته.

حدثنا عن أعمالك السابقة، وأين وصل “خنساء الجزائر”؟

أعمالي جلها تاريخية، وجلها تتحدث عن التاريخ الثوري للجزائر، مثل “بوالصوف أسطورة المخابرات الجزائرية”، و”بوعلام بسايح” الذي أنتج هذا العام من قبل التلفزيون الجزائري وأشرفت أنا على الإعداد والإخراج. أما عن “خنساء الجزائر”، فخلال أيام سوف يكون العرض الشرفي للفيلم بميلة وأسمّيته “جهاد الأمومة.. خنسوات ميلة”، كما سيكون على قناة “الذاكرة”.

ما رأيك في التجربة السينمائية للشباب في الجزائر؟

هي تجربة ناقصة نوعاً ما لأسباب عديدة، أولها غياب العمل وفق قواعد علمية، وثانيها غياب الثقافة العالية. فأغلب الشباب ينقصهم التمكن الثقافي الذي هو أساس أي عمل فني. وأتمنى من الشباب الاهتمام بالسينما من الجانب العلمي والتعمق أكثر في ثقافتها، لأن السينما تعتمد أكثر على العلم حتى لا يكون الخطأ، ثم يأتي الفن والإبداع.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

“يسطرون” المصرية تصدر عملاً قصصيًا جزائريًا للكاتب زين الدين مرزوقي

أعلنت دار النشر المصرية “يسطرون للنشر” عن إصدار مجموعة قصصية جزائرية في فن الق…