‫الرئيسية‬ في الواجهة الحركى 2.0.. أكذب ثم أكذب حتى يصدقك المغفلون
في الواجهة - مقالات - 4 يوليو، 2024

الحركى 2.0.. أكذب ثم أكذب حتى يصدقك المغفلون

الحركى 2.0.. أكذب ثم أكذب حتى يصدقك المغفلون
ظاهرة جديدة تفشت في السنوات الأخيرة في الخارج، مع امتداد لها في الداخل في بداية ظهورها، ثم تقلصت شيئًا فشيئًا مع تنامي وعي المواطن الجزائري وبروز وجوه وطنية واجهت حملاتهم بالحجة والدليل لدحض أقاويلهم.

الحركى 2.0 هم مجموعة يطلقون على أنفسهم صفة “معارضين”، وقد تجاوزوا كل حدود المعقول في كلامهم، متجاوزين النقد المتعارف عليه القائم على الحجة والدليل، إلى نمط البروباغاندا الساقطة الموجهة لتهييج الرأي العام والدفع به إلى الاحتجاج في الشارع. بل هناك من يدفع الجزائريين إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية كالحرائق والقتل، وهذا خروج عن المتعارف عليه في مجال المعارضة التي تقف على الحجة فقط.

الحركى 2.0 يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة قنوات يوتيوب، معتمدين على مبدأ “أكذب ثم أكذب، فكلما كانت الكذبة ضخمة، يصدقها الناس”. وهي نظرية قديمة ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية من صناعة منظر البروباغاندا النازية الألماني غوبلز. يعتمدون على اختلاق الأحداث في الداخل الجزائري، ثم تضخيمها إلى درجة أن مجرد مناوشة في حي من أحياء مدن الجزائر تتحول إلى حدث وطني سياسي ضخم، مع تحميل السلطات المسؤولية المباشرة، واختلاق اجتماعات وهمية في مؤسسات حساسة، والحديث عن صراعات وخلافات داخلها إلى حد التطاحن، بهدف إقناع المواطن الجزائري بعدم الاستقرار في هرم السلطة، وغيرها من أنواع البروباغاندا.

مع الوقت، وجدت المخابرات المغربية والإسرائيلية أدوات جاهزة للاستعمال ونفوسًا مهيئة للخيانة، فاستعملتها ووجهتها إلى درجة أنها فقدت تدريجيًا كل تأثير على الرأي العام الوطني وألصقت بها صفة “الحركى 2.0” أو “حركى وسائل التواصل الاجتماعي”، وطبعا جمع المال من أولوياتها.

الحركى 2.0 هم الجيل الجديد من بائعي الضمائر للأشكال الحديثة من الاستعمار الذي ما زال يحافظ على نفس الهدف وهو تدمير الجزائر. ولا يتحدثون أبدًا عن مشاكل المجتمعات التي يعيشون فيها، وكأنها مجتمعات جنة الفردوس، رغم أن الأحداث والإعلام في تلك المجتمعات يفرد أطنانًا من المقالات التي تتحدث عن اختلالات خطيرة بها تتجاوز خطورتها ما يوجد في الجزائر من مشاكل عادية جدًا في مجتمع متخلف يصبو إلى تحسين أوضاعه.

لم نر تخصيصًا لفيديوهات وانتقادات لما يحدث في فرنسا، مثلا، رغم أنها تعيش في أعقد أزمة سياسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ورئيسها يتلقى يوميًا رسائل من المستشار الألماني شولتز ليرفع معنوياته ويؤكد له تضامن ألمانيا معه ومع فرنسا. في بريطانيا، الأمور لا تدعو للتفاؤل منذ انفصالها عن الاتحاد الأوروبي. وهكذا هي أوضاع العالم، والحرب في أوكرانيا التي تهدد الأمن الأوروبي وفقدت نصف مليون جندي خلال سنتين من الحرب.

الحركى 2.0 لا يرون من الأمور إلا ما يمليه عليهم الممولون، ووصلت وقاحة أحدهم إلى وصف التحالف المغربي الإسرائيلي بأنه “الأحسن في التاريخ” لأن إسرائيل دولة نووية، فيما أخطأت الجزائر في تحالفاتها، كأن روسيا والصين تنتجان “الكاوكاو” وليس لديهما أسلحة نووية وليستا قوتين عظميين.

المهم: “أكذب ثم أكذب ليصدقك الناس”، معادلة بروباغاندا قديمة عفا عنها الزمن.

“عربي عربي (يقصد جزائري) ولو كان الكولونيل بن داود”، قالها ذات يوم أحد الحركى الجزائريين.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…