‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات ليلة سقوط العنصريين الفرنسيين
مقالات - 7 يوليو، 2024

ليلة سقوط العنصريين الفرنسيين

ليلة سقوط العنصريين الفرنسيين
نتائج الدور الثاني للانتخابات التشريعية الفرنسية أطاحت باليمين العنصري المتطرف، مانعةً إياه من حكم فرنسا ومن تجنيد ملايين الأصوات للحصول على الأغلبية المطلقة والسطو على السلطة. سقوط اليمين العنصري منع العالم والأوروبيين من عزل فرنسا، حيث أن العنصرية تعتبر خطراً عليها. كما أن العنصرية كانت السبب في قتل 55 مليون مواطن خلال الحرب العالمية الثانية. من خلال تجنيد الملايين من المواطنين للإدلاء بأصواتهم، تمكنت فرنسا من تجنب السقوط في أزمة وعزلة دولية.

في الوقت الذي حكم فيه “هندي” بريطانيا وعُين في حكومتها وزراء من أصول أفريقية في مناصب حساسة، لا تزال فرنسا تدور في حلقة مفرغة تجتر العنصرية المتمثلة في تفوق اللون الأبيض على باقي الألوان: الآسيوي، والأفريقي، والعربي، والمسلم. رغم أن العلم أثبت أن الذكاء لا علاقة له بلون البشرة وأن المهاجرين يشكلون قوة للبلد، كما نرى في العديد من الدول التي تجاوزت الفكر العنصري الذي ما زال يجتره الاستعمار الفرنسي الموروث من القرون الغابرة، تبدو ديمقراطية فرنسا من بين الأسوأ في العالم المعاصر والأكثر تخلفاً.

فرنسا اجتازت عقبة السقوط في براثن حكم العنصرية وتفادت العزلة الدولية واحتمال الدخول في حرب أهلية. لقد أثبتت للديمقراطيات الغربية أن بناء برنامج سياسي حول إشكالية المهاجرين لم يعد مجدياً أو جذاباً للذباب العنصري. الشعب الفرنسي تجند ليسقط بارديلا حفيد المهاجر الجزائري، ويهزم مشروع ابنة المظلي المجرم الذي قتل الجزائريين. معاداة الجزائريين والتحالف ضدهم مع أنظمة متخلفة ما زالت تحكم شعوبها بفكر القرون الوسطى مثل العبيد، لم يعد وصفة كافية لإقناع الفرنسيين للحصول على الأغلبية المطلقة لحكم فرنسا. على عنصريي فرنسا أن يبحثوا عن مواضيع أخرى بعيدة عن تهديد الجزائر، لأن لحم الجزائري مر كما ذكرهم بذلك الرئيس تبون.

تابعت جريدتنا الفتية “المؤشر” الأحداث عن قرب لتطلع قراءها على أهم الأحداث في العالم. تنبأت بسقوط العنصريين في فرنسا وفضحت أفكارهم السخيفة وعنصريتهم الموجهة فقط ضد الجزائريين، وهي أغرب عنصرية نراها في التاريخ الإنساني، تثبت مرة أخرى منبعها الاستعماري وحقدها ضد الجزائر مقارنة بدول أخرى. الحزب العنصري الفرنسي لا يملك برنامجاً فكرياً سياسياً، بل هو مجرد “جيروسكوب” عنصري موجه لمطاردة الجزائريين للانتقام منهم لأن آباءهم وأجدادهم حاربوهم وطردوهم من الجزائر وأجبروهم على مغادرتها.

العنصرية الفرنسية هي الأغرب على الإطلاق في التاريخ المعاصر، ففي الوقت الذي تجاوزتها فيه جميع شعوب العالم، ما زالت متجذرة في فرنسا رغم أنها من سمات الشعوب المتخلفة والحالمة بعودة استعمار جديد واستعباد الناس. من المؤكد أن العنصري دريانكور حزين اليوم لأن أفكاره العنصرية والانتقامية أعدمها التصويت الشعبي وأجهضت في المهد.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…