‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي مودي: حصان طروادة في موسكو
الدولي - 8 يوليو، 2024

مودي: حصان طروادة في موسكو

مودي: حصان طروادة في موسكو
سيكون رئيس وزراء الهند في موسكو لزيارة روسيا بعد أن غاب عن قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في أستانا في كازاخستان، والتي عرفت ضم عضو جديد لها، وهي دولة روسيا البيضاء الحليف المقرب لروسيا في صراعها الحالي مع الناتو. غياب رئيس وزراء الهند عن قمة منظمة شنغهاي له عدة قراءات تتعلق بالصراع الخفي بين الهند والصين.

فالهند تنتظر من الصين تنفيذ وعد رئيسها شي جين بينغ بسحب الجيش من منطقة نزاع حدودية بينهما، كما أن للهند والصين خلافات أخرى من بينها التنافس الحاد على التأثير في منظمة البريكس. يعتبر الرئيس الروسي رمانة الميزان من أجل التوازن بين القوتين المتنافستين؛ الهند تميل إلى الغرب، بينما الصين ليست كذلك.

الصين لم تتجرع موقف الهند الأخير من تايوان، حيث أرسلت الهند تهنئة لرئيس تايوان الجديد، المناصر لانفصالها عن الصين. إلى جانب ذلك، تعتبر الهند نفسها مستعدة للتعاون مع تايوان، وهذا ما لا تقبله بكين بل تنزعج من تصرفات الهند التي تتماهى مع تصرفات الغرب والولايات المتحدة في دعم تايوان للانفصال عن الصين.

تايوان خط أحمر بالنسبة للصين ولن تقبل بتصرفات الهند حليفتها في منظمة البريكس، لكنها تلعب المنافسة وتسعى لسحب البساط من تحت أقدام الصين، وترغب في أن يتعامل معها العالم بنفس النظرة التي يُرى بها الصين.

رئيس وزراء الهند في موسكو لتعميق العلاقات مع روسيا، وهذا يزعج الغرب كثيرًا، الذي بدأ يرى سياسة الحصار التي طبقها ضد روسيا تذهب أدراج الرياح. حتى رئيس الاتحاد الأوروبي المجري فيكتور أوربان زار موسكو التي يحاربها الغرب وفشل في التغلب عليها، بل دمر اقتصاده دون تحقيق أي نتيجة إيجابية تذكر، وحقق أحلام أمريكا في عزل ألمانيا عن الطاقة الروسية الرخيصة، وأصبح اقتصادها يعاني والإفلاس يهدد شركاتها.

رئيس الوزراء الهندي انخرط في مشاريع أمريكا ويشارك منذ اجتماع مجموعة العشرين في دلهي في مشروع الطريق الجديد الذي يعبر عبر قناة بن غوريون في إسرائيل، كما له مواقف مساندة لإسرائيل ضد العرب. الطريق التجاري الجديد الذي انخرط فيه مودي الهندي هو معاكس لمشروع استخدام روسيا والصين لقناة السويس المصرية بعد ضم مصر لمنظمة البريكس في قمة جنوب إفريقيا.

زيارة مودي لروسيا إشارة واضحة للعالم بأن روسيا ليست معزولة وتقود العالم نحو التعددية القطبية. أحد أهم النقاط التي سيناقشها القادة ستكون عملية توسيع منظمة البريكس التي أمامها أكثر من 30 طلب انضمام تنتظر البت فيها. فلاديمير بوتين يريد أن تكون القمة القادمة للبريكس قمة التوسيع وتكون ناجحة لتكريس مفهوم التعددية القطبية على أرض الواقع.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…