‫الرئيسية‬ في الواجهة رأي مقالات كيف ستندلع الحرب العالمية الثالثة؟
مقالات - 13 يوليو، 2024

كيف ستندلع الحرب العالمية الثالثة؟

كيف ستندلع الحرب العالمية الثالثة؟
قرارات حلف الناتو بإمداد أوكرانيا بحوالي 146 طائرة حربية F-16 وحوالي 48 طائرة ميراج الفرنسية من الجيل السابق، تُستخدم هذه الطائرات لضرب الأراضي الروسية في العمق، وخاصة القواعد العسكرية التي تنطلق منها الهجمات ضد أوكرانيا. الطائرات الأمريكية تعتبرها روسيا طائرات قادرة على حمل قنابل نووية وستتعامل معها على هذا الأساس بالطبع.

إلى جانب أن طائرات F-16 تحمل صواريخ يصل مداها إلى حوالي 350 كم، فيما تحمل الطائرات الروسية صواريخ أكثر دقة وبُعدًا.

من جهتها، روسيا صرحت بأنها ستقصف المطارات التي ستنطلق منها تلك الطائرات أينما وجدت، نظرًا لأن تواجدها في أوكرانيا أصبح صعبًا جدًا بعدما تم تدمير أغلب المطارات في الداخل الأوكراني، إلى جانب تكثيف المراقبة الشديدة مع رد سريع ضد أي مطار أوكراني تطير منه الطائرات الغربية.

المعلومات تفيد بأن الحلف الأطلسي يجهز مطارًا في دولة رومانيا لاستقبال تلك الطائرات ومنها تطير لضرب التراب الروسي. وهنا تكمن الأزمة لأن الرد الروسي سيكون ضد رومانيا مباشرة، أي ضد دولة عضو في الناتو. والسؤال كيف سيتصرف الناتو؟ هل سيعتبر الحلف الرد ضد رومانيا رداً ضد دولة اتخذت موقفًا خارج الناتو، أم سيتم تفعيل المادة الخامسة للدفاع المشترك التي تربط دول الحلف فيما بينها؟ السؤال يبقى مطروحًا لكن روسيا مصممة على الرد على أي مطار مهما كان وفي أي دولة كانت يُستعمل لضرب أراضيها.

ثم تضاف لهذه الأزمة المحتملة قضية نشر صواريخ باليستية أمريكية بعيدة ومتوسطة المدى في ألمانيا. سيقابلها رد عسكري روسي قد يكون نشر صواريخ مماثلة للصواريخ الأمريكية في كالينينغراد الروسية المطلة على الحدود مع بولندا ودول البلطيق، مما يجعل أهم العواصم الغربية مثل برلين، لندن، وكوبنهاغن تحت نيران الصواريخ الروسية للرد على أي تحرك ضد أراضيها. كالينينغراد هي منطقة روسية مطلة على بحر البلطيق مباشرة.

هذا التصعيد العسكري الخطير سيعيد العالم إلى مرحلة الحرب الباردة، أما التحرك العسكري بالطيران لضرب روسيا، فيُعتبر شرارة المواجهة المباشرة لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

ولتفادي الوصول إلى ما لا تُحمد عقباه، كثف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من اتصالاته مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ويدعمه في مسعى إيقاف الحرب. ويتصل، حسب بعض المعلومات المسربة، بدول أوروبية أخرى من أجل تشجيعها على وقف هذا المسار الخطير. كما يطرح ترامب فكرة انسحاب أمريكا من الحلف الأطلسي وحل الحلف الذي لم يعد صالحًا في الوقت الراهن، وهذا طبعًا خلق حالة من القلق والهلع عند الأوروبيين.

مؤشرات اندلاع حرب عالمية ثالثة اجتمعت كلها، وستكون المرحلة القادمة حتى نهاية السنة هي الأصعب على الإطلاق في الصراع الدائر في أوكرانيا، التي تفقد يوميًا الآلاف من الجنود على خطوط الجبهة. وقد وصل متوسط سن الجندي الأوكراني إلى 43 سنة، بمعنى أن فئة الشباب قد أُعدمت كلها. كما تقول المعلومات إن روسيا أفشلت السلاح الغربي الذي يُرسل في كل مرة للأوكرانيين واستطاعت تحييده وتدمير فعاليته بعد دراسته دراسة معمقة واستعمال أنظمة التشويش لتحديه. لم نعد نسمع اليوم مثلاً بفعالية سلاح صواريخ هيمارس ولا حتى القنابل الأمريكية التي تم إرسالها للجبهة.

الخطر في اندلاع حرب عالمية ثالثة قد يكون أيضًا بالخطأ وهذا ما يخشاه الجميع.

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…