شرعية مزعومة للملك “الشحات”
يسعى الملك المروكي، وفي مشهد سياسي مفعم بالتناقضات والمفارقات، جاهدًا للحصول على شرعية حكمه واحتلاله للصحراء الغربية ليس من الشعب الذي يريد أن يحكمه، بل من رؤساء دول أجنبية. هذا البحث المحموم عن الاعترافات الدولية، بدءًا من ترامب وصولاً إلى ماكرون، يكشف عن محاولة ملك المخزن اليائسة لتثبيت موقفه الضعيف في قضية الصحراء الغربية.
لم يكن مستغربًا أن نرى ملك المغرب يحتفل باعتراف من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، في خطوة أثارت الكثير من الجدل والانتقادات على الساحة الدولية. لم يكن هذا الاعتراف إلا نتيجة صفقة سياسية مشبوهة تخللتها تنازلات غير معلنة، لكنها لم تغير من الواقع شيئًا فيما يخص تطلعات الشعب الصحراوي لتقرير مصيره.
ونشهد اليوم الاحتفاء المغربي بتغيير الموقف الفرنسي الرسمي تجاه قضية الصحراء الغربية، حيث اعتبرت فرنسا أن الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب هو الحل الأنسب للأزمة. هذا التحول في الموقف الفرنسي لم يكن إلا تتويجًا لعقود من الدعم الخفي للمغرب في المحافل الدولية، مما يعزز الشعور بأن هذا الدعم ليس سوى محاولة للحفاظ على المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة بين الرباط وباريس.
في خضم هذه التحركات الدبلوماسية، يظل الشعب الصحراوي هو العنصر المغيب عن معادلة البحث عن الشرعية. هذا الشعب الذي يناضل منذ عقود من أجل حقه في تقرير المصير والاستقلال، لا يعترف بشرعية ترامب ولا ماكرون ولا حتى الملك المغربي نفسه. فالشعب الصحراوي يعتبر هذه الاعترافات الأجنبية مجرد محاولات يائسة لشرعنة احتلال غير قانوني لأراضيه.
أي اعتراف خارجي لا يستند إلى الشرعية الشعبية هو إهانة للحاكم ولشعبه. فهل يعتقد الملك أن ماكرون سيقبل أن يكون رئيسًا بتعيين من رئيس أجنبي عن فرنسا بعيدا عن الشرعية الشعبية؟ بالطبع لا،الرئيس الفرنسي لن يقبل التعيين وكأنه “عساس حصيدة” يعينه سيده. إن الملك المروكي في محاولاته الحثيثة للحصول على اعترافات دولية، يظهر بمظهر الملك “الشحات” الذي يشحت الشرعية من الخارج. هذه التصرفات تعكس ضعف موقفه أمام مطالب شعبية عادلة لا يمكن إسكاتها بمجرد اعترافات سياسية من رؤساء دول ليس لهم أي شرعية في تقرير مصير شعب الصحراء الغربية.
في النهاية، تظل قضية الصحراء الغربية مسألة تقرير مصير يجب أن يُحترم فيها صوت الشعب الصحراوي. الاعترافات الخارجية لن تغير من هذا الواقع شيئًا، ولن تمنح الملك “الشحات” الشرعية التي يبحث عنها، لأن الشرعية الحقيقية لا تأتي إلا من الشعوب ومن احترام حقوقها وتطلعاتها للحرية والاستقلال.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …