إفشال الحملة الكاذبة ضد الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

الملاكمة الجزائرية إيمان خليف

في خضم الأحداث الرياضية المثيرة، لم نشهد أي تذمر من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ولا من إيلون ماسك، ولا من العنصري الإيطالي المتطرف ماتيو سالفيني، ولا حتى من الإعلام الفرنسي الذي ينصب نفسه دائمًا في موقف تقديم الدروس الأخلاقية عندما تتعلق القضايا بالجزائريين، بينما يتحول إلى دعم غير أخلاقي عندما تتعلق الأمور بالداخل الفرنسي أو الأوروبي. كيف لا تتذمر كل هذه الشخصيات والقنوات وهي تشاهد رجلًا بلحمه وشحمه يتوسط زوجات رؤساء الدول والحكومات الأوروبية على أساس أنه متزوج من رئيس وزراء، بينما انتقدت هذه الشخصيات الرياضية إيمان خليف وقادوا ضدها حملة عالمية على أساس أنها ذكر وليست أنثى دون أدنى دليل.

من المثير للسخرية أن تسكت هذه الشخصيات على رجل بين النساء لأنه شاذ جنسيًا – وهذا شأنه الشخصي – وتثار حفيظتهم من امرأة حقيقية ومثبتة أنوثتها فقط لشكلها الخارجي ولقوة لكمتها ضد الملاكمة الإيطالية “الكاذبة”. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأخيرة قد استخدمت نفس الطريقة ضد ملاكمة تركية سابقًا عندما تأكدت أنها ستخسر أمامها. ونحن متابعي الرياضة نعرف جيدًا تصرفات الرياضيين الإيطاليين وقدرتهم على التمثيل، وما تغيير قواعد الفيفا التي تخص حراس المرمى إلا بسبب تصرفات حارس مرمى إيطالي، دينو زوف، الذي تجاوز كل الحدود في الاستحواذ على الكرة وتضييع الوقت، مما أدى إلى تغيير القوانين لمنع ذلك.

الملاكمة الإيطالية قدمت اعتذارها لإيمان خليف، الملاكمة الجزائرية البارعة، التي أدعمها دون تحفظ وأتمنى لها النجاح في كسب ميدالية أولمبية ذهبية. وذلك بعدما تسببت الإيطالية في حملة دولية ضدها أوقفها بيان اللجنة الأولمبية الدولية. من المدهش كيف تدخل إيلون ماسك في أمر لا يعنيه أصلاً، وشكرًا للاعب قديورة على الرد عليه ببراعة، معتبرًا إياه مزيِّفًا للحقائق وناشرًا لأخبار مغلوطة. كما أشكر اللاعب الكبير رياض محرز على دعمه لإيمان خليف، التي كانت بحاجة إلى ذلك وإلى دعم الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ننتظر من اللجنة الأولمبية الجزائرية، التي لم ترد على الحملة لحماية اللاعبة الجزائرية، أن تشرح لنا من يقف وراء الحملة ضد الملاكمة الجزائرية. كما لم نجد شخصيات رسمية جزائرية ترد على نظرائهم في إيطاليا، مما يثير التساؤل: كيف يعقل أن تتحدث رئيسة وزراء إيطاليا في الموضوع وماتيو سالفيني العنصري ولا يتحدث أي مسؤول جزائري لوقفهم عند حدهم؟ لماذا يتجاوز السياسي الإيطالي حدود الرياضة ويتدخل بينما نسكت نحن؟

لخضر فراط صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر