وزير الخارجية الصحراوي، محمد سيداتي : خطة “الحكم الذاتي” هي إنقاذ نظام عميل وتعزيز نفوذ فرنسا في غرب إفريقيا
اعتبر وزير الخارجية الصحراوي محمد سيداتي، المقترح المقدم للأمم المتحدة من طرف المغرب،في عام 2007 والذي يتضمن “خطة الحكم الذاتي” للصحراء الغربية، بمثابة مؤامرة فرنسية تهدف إلى تعزيز النفوذ الفرنسي في المنطقة.
خلال ندوة صحفية في الجزائر العاصمة، أشار سيداتي إلى أن الدور الفرنسي في الصراع المستمر حول الصحراء الغربية ليس بجديد، حيث يعود تأثير فرنسا إلى فترة توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية في عام 1975، التي جمعت إسبانيا والمغرب وموريتانيا في إطار تقسيم الصحراء الغربية. واعتبر أن فرنسا كانت لها مساهمة كبيرة في إعداد هذه الاتفاقية، مما جعلها طرفًا غير مباشر في النزاع.
تتضمن خطة “الحكم الذاتي المغربية” منح الصحراء الغربية نوعًا من الاستقلال الذاتي تحت “السيادة المغربية”. ولكن، وفقًا لرؤية سيداتي، فإن هذه الخطة تمثل تجسيدًا للمصالح الفرنسية أكثر منها حلًا حقيقيًا للصراع. يعتقد أن الهدف من تقديم هذه الخطة هو إنقاذ العرش العلوي المغربي من الأزمات الداخلية وتعزيز نفوذ فرنسا في غرب إفريقيا من خلال دعم نظام مغربي يُعتبر “عميلًا” لها.
أبرز سيداتي أيضًا أن الدعم الفرنسي لم يتوقف عند الجانب السياسي، بل امتد ليشمل الدعم العسكري. فقد أشار إلى أن فرنسا كانت قد دعمت الغزو المغربي للصحراء الغربية، حيث استخدمت الطائرات الفرنسية في قصف المدنيين الصحراويين العزل. هذا الدعم العسكري كان له تأثير كبير في تعزيز موقف المغرب، مما جعل تحقيق أي تقدم في عملية السلام أكثر صعوبة.
علاوة على ذلك، أكد سيداتي أن الدعم الفرنسي للمغرب يشمل أيضًا المحافل الدولية، حيث قدمت فرنسا دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا للمغرب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. واعتبر أن هذا الدعم يقوض الجهود الأممية ويعوق تحقيق أي خطة سلام تتماشى مع تطلعات الشعب الصحراوي.
تظل قضية الصحراء الغربية واحدة من أكثر النزاعات تعقيدًا في العالم، وتبرز التدخلات الفرنسية كمحور رئيسي لفهم الديناميات الجيوسياسية في المنطقة. بينما يرى وزير الخارجية الصحراوي أن خطة الحكم الذاتي المغربية ليست سوى واجهة لمصالح فرنسية، يبقى الوضع في الصحراء الغربية بحاجة إلى تحليل متوازن ومراجعة دقيقة لتداخلات القوى الكبرى في الصراع.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …