‫الرئيسية‬ في الواجهة فنون وثقافة قطاع الثقافة والفنون بين برامج المترشحين للرئاسة وطموحات المبدعين
فنون وثقافة - 1 سبتمبر، 2024

قطاع الثقافة والفنون بين برامج المترشحين للرئاسة وطموحات المبدعين

قطاع الثقافة والفنون بين برامج المترشحين للرئاسة وطموحات المبدعين
تُعتبر الثقافة والفن مرتكزات أساسية في بناء شخصيات أفراد المجتمع وتنمية وتقوية قدراتهم الشخصية من خلال تحفيز الخيال والإبداع، مما يزيد من معدلات قدراتهم الاجتماعية في التفاهم والتكيف مع مختلف الحضارات، مع دعم الجوانب المعرفية والعاطفية والإنسانية التي تزيد من قيمة الفرد المجتمعية وترسخ الانتماء للوطن وتعزز الهوية، وتمكننا من التعرف على أنفسنا والتعايش مع الآخر.

حاولنا تتبع انعكاسات هذه المكانة على برامج ووعود المترشحين للانتخابات الرئاسية، ونظرة المثقفين للمشاريع الثقافية، وتسليط الضوء على المشاريع التي لم ترَ النور.

مكانة الثقافة والفنون في البرامج الانتخابية

سجل قطاع الثقافة والفنون حضوره الهام ضمن المحاور الرئيسية التي يحاول المترشحون الثلاثة استخدامها ضمن برامجهم الانتخابية لاستقطاب أصوات الناخبين ضمن الاستحقاق الرئاسي المسبق، المنتظر أن يجري يوم 7 سبتمبر الجاري.

المترشح أوشيش: جعل الثقافة جزءًا أساسيًا من التنمية الاقتصادية

يَعِد مترشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، بإنشاء مدينة الفنون والسينما، التي ستكون نموذجًا لتطوير صناعة الفنون والسينما في الجزائر على غرار هوليوود وبوليوود. هذه المدينة ستسهم في النهوض بالإنتاج السينمائي والفني الوطني، وستوفّر البنية التحتية والموارد اللازمة لدعم الفنانين والمبدعين، مما يعزّز مكانة الجزائر كمركز ثقافي بارز على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما يسعى أوشيش إلى جعل الثقافة جزءًا أساسيًا من التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، من خلال استثمار الموارد في هذا القطاع الحيوي وتطويره بما يتماشى مع المعايير العالمية.

وفي برنامجه الانتخابي الموسوم بـ«الرؤية”، تعهّد باستعادة الممتلكات الثقافية والتاريخية التي سلبها الاستعمار الفرنسي، وقال: “استعادة هذه الكنوز الوطنية هي أولوية لاستعادة تراثنا وهويتنا الثقافية”. ويهدف برنامج “الرؤية” إلى تشجيع “فتح ثقافتنا على العالم مع الحفاظ على أصالتنا وعاداتنا”، حيث يعد يوسف أوشيش بتعزيز القطاع الثقافي من خلال إنشاء وكالة وطنية مخصصة لحماية وتعزيز التراث التاريخي الجزائري. تهدف هذه الوكالة إلى الحفاظ على الإرث الثقافي الغني للجزائر والعمل على ترميم المعالم التاريخية وتنظيم فعاليات لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي الوطني.

المترشح الحرّ عبد المجيد تبون: منح قروض بنكية للفنانين

تعهد المترشح الحرّ عبد المجيد تبون، الذي يتنافس من أجل عهدة ثانية، حاملًا شعار “من أجل جزائر منتصرة”، بالاستمرار في تدعيم الصناعة السينماتوغرافية، ومنح الفنانين قروضًا بنكية مع تسهيلات أخرى لتمكينهم من إنجاز مشاريعهم الفنية، والعمل على تكثيف جهود حماية التراث الوطني المادي وغير المادي، والترويج له على الصعيد الدولي من خلال آليات فعالة للإشعاع الثقافي الجزائري. كما التزم تبون بإقحام المؤسسات الناشئة في الصناعة السينماتوغرافية، ومضاعفة التكوين في المجال التقني والفني بما يتناسب مع النظرة الجديدة للإنتاج الفني والسينماتوغرافي وإخراجه من الإطار النمطي إلى الاحترافي، وإطلاق مدرسة عليا متخصصة في التكوين بالمجالات التقنية للصناعة السينماتوغرافية.

المترشح عبد العالي حساني شريف: الاهتمام بالمسرح المدرسي والبلدي

أبدى مترشح حزب حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، التزامه بتشجيع الإبداع الأدبي وتحفيز الإنتاج الفني، ودعم الباحثين والنخب الفكرية وترقية دورهم في المجتمع، وتخصيص مساعدات للمبدعين والفنانين والمؤسسات والجمعيات الثقافية، وتطوير النشاط والإنتاج المسرحي ابتداءً بالمسرح المدرسي والبلدي. وحدد المترشح حساني شريف تعهداته بشأن الثقافة في برنامجه الانتخابي “فرصة” في مجموعة من الأفكار، تتعلق بدعم ثقافة ترسخ الهوية وتعزز القيم وتكون منفتحة على العالم. كما تعهّد بتطوير الاحترافية في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ودعم الإنتاج السمعي البصري في الأعمال الفنية والقصص والأفلام، فضلًا عن تطوير آليات تصنيف وترميم وصيانة المعالم التاريخية والتراث الثقافي، وتطوير التظاهرات الثقافية الوطنية والدولية، وتثمين التنوع الثقافي المحلي.

النخبة ونظرتها للثقافة

تباينت آراء المثقفين والباحثين فيما يتعلق بقطاع الثقافة والفنون مع إجماعهم على ضرورة أن تأخذ حقها وتعبر عن مكانة الدولة الجزائرية وتنوعها وثراء تراثها، وتروج لذلك على المستوى المحلي والدولي. خاصة وأن للثقافة أهمية بالغة لتنظيم المجتمع وتماسكه واستمراره، وذلك لوظائفها المهمة من جهة، ولأنها تمثل مكونًا رئيسيًا من مكونات الهوية الوطنية للمجتمع. تنتظم بمقتضى الثقافة الحياة الاجتماعية والأدوار والمواقع الاجتماعية والأنشطة الاجتماعية.

وتعتبر الثقافة معيارًا لا بد منه للحكم على العلاقات والأنشطة الاجتماعية في مدى تقبلها أو رفضها، فهي تمثل معيارًا لتحديد السلوكيات السوية من السلوكيات المنحرفة. فللثقافة، حسب المختصين، دور مهم في تحقيق الضبط الاجتماعي وضمان التزام الأفراد والجماعات في نشاطهم وعلاقاتهم وتفاعلهم وفي تعاونهم وصراعهم وتنافسهم.

البروفيسور مذبوح: الجزائر تحتاج إلى مواصلة بناء واجهتها الثقافية

اعتبر أستاذ الفلسفة، لخضر مذبوح، أن الجزائر تحتاج إلى مواصلة بناء واجهتها الثقافية التي تأخذ بعين الاعتبار التمثلات الحقيقية من حيث تركيبة البلاد الجغرافية والثقافية، وتنوعها وثرائها الإيجابي، تستمد جذورها من التاريخ، بالنظر لما تمتلكه الجزائر من امتدادها التاريخي التليد. وأشار مذبوح في تصريحات إعلامية إلى أن الثقافة لا تكتسب معناها إلا إذا كانت تعبيرًا عن خصوصية، ونابعة من آنية وبيئة يعيشها الإنسان، بتعبير المرحوم مولود بلقاسم “الإنسان الجزائري”، بعيدة كل البعد عن الاستنساخات التي تحمل وقائع غريبة عن بيئتنا وعن جزائرنا الجديدة. مستشهدًا بالكتابات والروايات التي أُلفّت خلال فترة الاستعمار وبعد فترة الاستقلال، على غرار “رواية الأرض والدّم” وكتابات الروائي الجزائري مولود فرعون ومالك بن نبي، قال: “إننا نحس بجزائريتنا وخصوصيتنا عند قراءة أحد فصول كتبهم، وندرك من خلال كتاباتهم مدى ارتباط هؤلاء الكتاب بأرضهم وهويتهم”.

وأضاف مذبوح أن هدف المثقف ينبغي أن يصطف مع قيم التقدم والتحرر والحرية والديمقراطية، ومن خلال التأقلم مع متغيرات الحياة الواقعية، بعقلانية نابعة من البيئة الجزائرية. مشيرًا إلى أن الجزائر ينبغي أن تكون نموذجًا في شمال إفريقيا لبناء مجتمع ديمقراطي يحس فيه الجميع بأصالة جزائريتهم. لهذا يجب التركيز على ما أنتجته ثورة التحرير التي وحدّت الحركة الوطنية وقدّمت الجزائر في صورة أبهى وأحسن، دولة حديثة معاصرة تعتز بدينها ووطنها وبلغاتها وانتمائها للبعد الإفريقي. وفوق هذا كله، هي ثورة إنسانية.

الباحث بوسعدية: قطاع الثقافة عرف في مرحلة ما بعد الكوفيد حركية

أشار الباحث محمد سعيد بوسعدية إلى أن قطاع الثقافة عرف في مرحلة ما بعد الكوفيد حركية في مجالات عدة، كعودة الصالون الدولي للكتاب وعودة النشاطات الفكرية للمكتبة الوطنية بالحامة بلوزداد، والمكتبات العمومية للمطالعة والمسرح وعودة مهرجانات السينما، دون نسيان دور المديريات الثقافية التي تلعب دورًا أساسيًا في تحريك الفعل الثقافي على المستوى الجهوي. وشدد بوسعدية على ضرورة تدعيم الكتاب ودور النشر من كل النواحي، وتنظيم معارض ولائية تزامنًا مع العطل المدرسية والجامعية، وتشجيع هواة المسرح، وترميم قاعات السينما بكامل الوطن، وإحياء ثقافة السينما التي فقدناها


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

من أبرزها تعديل قانون التراث وإنجاز فيلم الأمير عبد القادر: ملفات ثقيلة تنتظر وزير الثقافة والفنون الجديد زهير بلالو

تنتظر السيد زهير بلالو، وزير الثقافة والفنون الذي عُيّن خلفاً للسيدة صورية مولوجي التي تم …