‫الرئيسية‬ الأولى روسيا تحدد عقيدتها الجديدة لاستعمال السلاح النووي
الأولى - الدولي - 27 سبتمبر، 2024

روسيا تحدد عقيدتها الجديدة لاستعمال السلاح النووي

روسيا تحدد عقيدتها الجديدة لاستعمال السلاح النووي
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المبادئ الجديدة المتعلقة بالعقيدة النووية الروسية، والتي تحدد شروط استخدام السلاح النووي. ووفقاً لتصريحات بوتين، فإن روسيا قد ترد باستخدام السلاح النووي في حالة تعرضها لهجوم على أراضيها باستخدام صواريخ أو طائرات أو مسيّرات تحمل أسلحة تقليدية، شريطة أن تكون الدولة المعتدية مدعومة من قبل دولة نووية. هذا التطور يمنح روسيا حق الرد النووي، خاصة إذا تعرضت بيلاروسيا، الحليف الاستراتيجي لروسيا، لأي تهديد.

الرسالة موجهة بشكل مباشر إلى الغرب، وبالأخص إلى الولايات المتحدة، في ظل اجتماعات عقدت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء بريطانيا لدراسة إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. وفي هذا السياق، كانت روسيا قد وجهت تهديداتها عبر وضع غواصاتها النووية في حالة تأهب ضد بريطانيا، موجهة نحو مصانع إنتاج الصواريخ. على الرغم من استهزاء الصحافة البريطانية بتصريحات بوتين، فإن فرنسا سبق أن واجهت موقفاً مشابهاً عندما قدمت صواريخ سكالب، النسخة الفرنسية من صواريخ “ستورم شادو”، لأوكرانيا.

ورغم الضغوط الغربية، لم تفضِ اجتماعات واشنطن إلى قرار واضح بشأن إرسال صواريخ “أتاكمس” بعيدة المدى لأوكرانيا. ومع ذلك، سمحت الولايات المتحدة لبريطانيا وفرنسا بتزويد أوكرانيا بصواريخها البعيدة المدى نظراً لوجود مكونات أمريكية في تصنيعها. ومع ذلك، امتنعت بريطانيا عن إرسال صواريخها دون موافقة ودعم من الولايات المتحدة.

في هذا السياق المتوتر، جاء إعلان روسيا عن عقيدتها النووية الجديدة كتحذير صريح للغرب والدول التي تدعم أوكرانيا بالسلاح لضرب العمق الروسي. الدول الداعمة لأوكرانيا ستكون، وفقاً لهذه العقيدة، أهدافاً مشروعة للصواريخ النووية الروسية، بما في ذلك العاصمة الأمريكية واشنطن.

من الجدير بالذكر أن أحد المسؤولين الروس كان قد أشار مؤخراً إلى أن البرلمان الأوروبي، الذي أعطى الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، يقع على بعد دقائق قليلة من مرمى الصواريخ الروسية الباليستية العابرة للقارات، مثل صاروخ “سارمات 2” الذي يحمل أكثر من 10 رؤوس نووية قادرة على تدمير دولة كاملة.

إعلان روسيا عن عقيدتها النووية الجديدة أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الغربية، حيث بات من الضروري بالنسبة لهذه الدول أن تأخذ تهديدات موسكو على محمل الجد لتفادي مواجهة نووية قد تؤدي إلى دمار شامل.

جدير بالذكر أن ألمانيا كانت قد أعلنت قبل وقت قصير من التصريح الروسي رفضها المشاركة في ضرب العمق الروسي وامتناعها عن تزويد أوكرانيا بصواريخ “توروس” بعيدة المدى.

بعد التصريح الروسي، ظهرت في الأوساط السياسية الغربية دعوات جديدة لمفاوضات لوقف الحرب في أوكرانيا، في حين يواجه الرئيس الأوكراني زيلينسكي ضغطاً متزايداً للاعتراف بخسارة بلاده في مواجهة روسيا. التقارير العسكرية تشير إلى تدهور سريع في الجبهة الأوكرانية، حيث تتقدم القوات الروسية باستمرار، وتسقط المدن الأوكرانية واحدة تلو الأخرى، مع تسجيل خسائر بشرية فادحة في صفوف الجنود الأوكرانيين.

إعلان روسيا عن الظروف التي ستدفعها إلى استخدام السلاح النووي جاء ليحدد بوضوح “الخطوط الحمراء” التي إذا تجاوزتها الدول الغربية، فإنها ستكون عرضة لتداعيات كارثية.

 لخضر فراط
صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي
ومدير نشر جريدة المؤشر.

اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…