علاقات صداقة تاريخية وآفاق واعدة لشراكة اقتصادية مثمرة.. ما وراء زيارة رئيسة الهند للجزائر؟
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بعد ظهر أمس، رئيسة جمهورية الهند، السيدة دروبادي مورمو، بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائرية، في مستهل زيارة دولة تستمر أربعة أيام، تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية. وتعتبر هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والشراكة الاستراتيجية.
مراسم استقبال رسمية ترمز للعلاقات القوية بين البلدين تم استقبال الرئيسة الهندية بمراسم رسمية تليق بمقامها، حيث حضر كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة الجزائرية. وجرى عزف النشيدين الوطنيين للجزائر والهند، وتحية العلم الوطني، إلى جانب استعراض تشكيلة من وحدات الجيش الوطني الشعبي التي قدمت التحية الشرفية. كما أطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً بضيفة الجزائر، مما يعكس أهمية الزيارة في سياق العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين.
رئيسة الهند تلتقي الرئيس تبون لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي من المنتظر أن تجري الرئيسة الهندية محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون، وكذلك مع رئيسي غرفتي البرلمان الجزائري، السيد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة، والسيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني. كما ستلقي خطاباً خلال المنتدى الاقتصادي الهندي-الجزائري، الذي يُعقد بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ستزور الرئيسة مورمو أيضاً القطب العلمي والتكنولوجي في سيدي عبد الله وتفتتح “الركن الهندي” في حديقة التجارب بالحامة.
آفاق التعاون الاقتصادي بين الجزائر والهند تسعى الجزائر والهند إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية من خلال العمل على توقيع اتفاقيات جديدة تهدف إلى تنشيط حركة الاستثمار وتوسيع مجالات التعاون في عدة قطاعات استراتيجية. وتشمل هذه الاتفاقيات عدم ازدواجية الضريبة، والتعاون الجمركي، وتعزيز الاستثمارات وحمايتها من كلا الطرفين. وتسعى البلدين إلى تكثيف اللقاءات بين المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال لدفع عجلة التعاون الاقتصادي. رغم أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لم يتجاوز حاجز 2 مليار دولار في السنوات الماضية، فإن هناك طموحات كبيرة لزيادة هذا الحجم في ضوء الإمكانيات الاقتصادية المتاحة في كلا البلدين. وتُعدّ قطاعات البنى التحتية، والصناعات الثقيلة، والميكانيكية، والمحروقات، والكهرباء، والمناجم، والصيدلانية، والنسيج، والفلاحة، والبتروكيمياء من أبرز المجالات الواعدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجزائر والهند.
الجزائر والهند.. نظرة استشرافية نحو المستقبل تطمح الجزائر، في ظل قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، إلى تحقيق نمو اقتصادي قوي يجعلها في مقدمة الاقتصادات الإفريقية بحلول عام 2027، بهدف تحقيق ناتج محلي إجمالي يصل إلى 400 مليار دولار. من جهتها، تهدف الهند إلى تعزيز موقعها كقوة اقتصادية كبرى لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2027، في ظل استمرار نمو اقتصادها بنسبة تتجاوز 7% سنوياً للعام الثالث على التوالي.
علاقات دبلوماسية وتاريخ نضالي مشترك يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والهند إلى عام 1962، حيث جمعهما نضال مشترك ضد الاستعمار وكانا من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز. ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين في مجالات مختلفة وتم تعزيز الحوار والتشاور السياسي عبر تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة بين البلدين في عام 2020. كما تجمع الجزائر والهند رؤية مشتركة حول قضايا دولية مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والعالمي. هذه الزيارة التاريخية للسيدة دروبادي مورمو إلى الجزائر تأتي لتعزيز هذه القواسم المشتركة وترسيخ الشراكة الاقتصادية بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز مكانة البلدين على الساحة الدولية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…