هل نحن في مستوى تضحياتهم؟

هل نحن في مستوى تضحياتهم؟

عظماء الجزائر هم من سطروا تاريخًا ناصعًا بالتضحيات والنضال، إذ بذل رجال ونساء مثل الأمير عبد القادر، العربي بن مهيدي، وحسيبة بن بوعلي الغالي والنفيس من أجل حرية الوطن وكرامته. لم يكن هؤلاء القادة يسعون إلا لتحقيق الاستقلال لشعبهم. ولكن يبقى السؤال: هل نحن في مستوى تضحياتهم وتوقعاتهم؟

للأسف، التحديات التي تواجه الجزائر اليوم تكشف عن فجوة بين طموحات الأجيال السابقة والواقع الحالي. ورغم الإنجازات التي حققتها البلاد، فإننا لا نزال نواجه عقبات في مجالات التنمية والاقتصاد. عظماؤنا لا يرغبون فقط في الاحتفاء بذكراهم، بل في أن نبني على إرثهم لتحقيق تطلعات الشعب نحو العدالة والازدهار.

مسؤوليتنا اليوم تكمن في العمل بجدية لتجسيد أحلام هؤلاء الأبطال. يجب علينا الإصرار على تجاوز الأزمات الاقتصادية، ومحاربة الفساد، وتطوير التعليم والصناعة. بهذه الطريقة، يمكننا القول إننا نحترم إرث عظماء الجزائر ونواصل مسيرتهم لبناء وطن قوي ومستقل.

الأمير عبد القادر، بمقاومته للاحتلال الفرنسي، لم يكن يدافع فقط عن أرضه، بل عن سيادة الأمة ووحدتها. العربي بن مهيدي، برفضه المساومة، وحسيبة بن بوعلي، التي لم تتردد في التضحية بحياتها، يمثلون نضال الجزائر من أجل الحرية والكرامة. هؤلاء العظماء لم يسعوا فقط لتحرير الأرض، بل لبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة.

لكن، هل نعيش اليوم وفق المبادئ التي ضحوا من أجلها؟ الجزائر تواجه اليوم تحديات كبرى مثل الفساد والبطالة، وهي تحديات تعيق تقدم الوطن. وللرد على هذا السؤال، يجب أن نحول ذكراهم إلى عمل ملموس، من خلال بناء مؤسسات قوية وتعزيز العدالة الاجتماعية.

هذا هو التوجه الذي يسعى الرئيس عبد المجيد تبون إلى ترسيخه، حيث وضع رؤية واضحة لبناء جزائر قوية ومزدهرة. يدرك الرئيس أن التحديات تتطلب تكاتف الجميع، حكومةً وشعبًا، لتحقيق التنمية الحقيقية. تركز سياسات تبون على الإصلاحات الاقتصادية، تنويع مصادر الدخل، ومحاربة الفساد، مع تعزيز السيادة الوطنية من خلال دعم الصناعات المحلية.

لكن لتحقيق هذه الرؤية، يجب أن تتضافر جهود جميع المواطنين، من مسؤولين ورجال أعمال وشباب، لخلق ديناميكية وطنية تعزز من قوة الدولة. علينا أن نكون الجيل الذي يكمل مسيرة العظماء، وأن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

الأجيال الحالية والمستقبلية ملزمة بالمساهمة في بناء هذا الصرح والاستفادة من الفرص التي يتيحها مشروع الرئيس تبون، لضمان مستقبل زاهر يليق بتضحيات الأبطال الذين ناضلوا من أجل استقلال الجزائر.