اعتقال “حراق” جزائري بحوزته 17,200 يورو في إسبانيا.. “البوطي”.. الوسيلة الجديدة لتهريب “الأورو”

اعتقال "حراق" جزائري بحوزته 17,200 يورو في إسبانيا.. "البوطي".. الوسيلة الجديدة لتهريب "الأورو"

تمكنت القوات الأمنية الإسبانية مؤخرًا من رصد ظاهرة مقلقة تتعلق بتزايد عدد “الحراقة” الجزائريين الذين يحملون مبالغ مالية كبيرة أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية. في حادثة لافتة، اعتقلت السلطات الإسبانية مهاجرًا جزائريًا كان بحوزته مبلغ 17,200 يورو نقدًا بعد اعتراض قارب كان على متنه من قبل الحرس المدني الإسباني قبالة سواحل “نيخار”. كان هذا الشاب، البالغ من العمر 23 عامًا، من بين خمسة ركاب على متن القارب.

خلال التحقيق معه، زعم الشاب أن هذه الأموال ناتجة عن بيع منزل في الجزائر، لكن أحد الركاب الآخرين قدم رواية مختلفة، مدعيًا أن المبلغ يعود لإرث عائلي. هذه التناقضات دفعت السلطات إلى مصادرة 16,000 يورو من المبلغ الكلي، استنادًا إلى القوانين الإسبانية المتعلقة بنقل الأموال، فيما تركت للمتهم مبلغ 1,200 يورو فقط.

تشهد مسارات الهجرة بين الجزائر وإسبانيا في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة، حيث يستغل المهربون رغبة الشباب في البحث عن حياة أفضل في أوروبا. يقوم هؤلاء المهربون بتنظيم رحلات بحرية غير آمنة عبر البحر الأبيض المتوسط، ويتقاضون مبالغ كبيرة مقابل هذه الرحلات، قد تصل أحيانًا إلى 5,000 يورو للشخص الواحد.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد تم اعتراض قوارب أخرى تحمل مهاجرين جزائريين بحوزتهم مبالغ مالية كبيرة. على سبيل المثال، تم ضبط مهاجر آخر كان يحمل 10,000 يورو نقدًا. مثل هذه الوقائع تثير تساؤلات حول أسباب حمل هؤلاء المهاجرين لمبالغ ضخمة، التي قد تُستخدم لتغطية نفقات إقامتهم في أوروبا أو للاستثمار في مشاريع مستقبلية.

وفقًا للقوانين الإسبانية، يتعين على أي شخص يدخل البلاد وبحوزته مبلغ يزيد عن 10,000 يورو إبلاغ السلطات. وإذا اشتُبه في مصدر الأموال، يحق للسلطات مصادرتها حتى يتمكن الشخص من إثبات شرعيتها. وبالتالي، سيتعين على الشاب الجزائري إثبات مصدر هذه الأموال إذا كان يريد استعادتها.

هذه الظاهرة تسلط الضوء على البعد الاقتصادي للهجرة غير الشرعية، حيث يسعى البعض لتحقيق أحلامهم في الخارج، بينما يواجه آخرون تحديات قانونية بسبب المبالغ التي يحملونها معهم.