رسالة مفتوحة إلى السيد محمد مزيان، وزير الاتصال والإعلام

السيد وزير الاتصال والإعلام، تحية تقدير واحترام،

بصفتي مدير جريدة “المؤشر”، أجد نفسي مضطرًا للتوجه إليكم من خلال هذه الرسالة المفتوحة للتعبير عن استغرابنا وقلقنا الكبيرين مما تعرضت له الجريدة مؤخرًا من ممارسات غير مبررة تمثلت في حجب عددها الصادر بتاريخ 20 نوفمبر 2024 من قبل المطبعة، دون تقديم أي توضيحات قانونية، رغم التزامنا بكل شروط الطباعة والدفع المسبق.

السيد الوزير،

جريدة “المؤشر”، ورغم حداثة عهدها، تبنت منذ انطلاقتها خطًا تحريرياً وطنياً، داعمًا لتوجه الجزائر الجديدة بقيادة السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وملتزمًا بالمبادئ التي تُعلي من شأن الدفاع عن السيادة الوطنية واستقلالية القرار الجزائري. ما تعرضت له الجريدة من تضييق يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى احترام حرية الصحافة التي يكفلها الدستور، في وقت نحن في أمسّ الحاجة فيه إلى صحافة قوية وملتزمة تواكب جهود الإصلاح والتنمية.

السيد الوزير،

نناشدكم بصفتكم المسؤول الأول عن قطاع الإعلام التدخل العاجل للتحقيق في هذه الممارسات التي تمثل تعديًا على حقوق الصحافة، وإبلاغنا بالجهات التي تقف وراء هذه التصرفات التي لا تخدم مساعي الجزائر نحو بناء دولة القانون والمؤسسات. كما نطالبكم بوضع آليات تضمن الشفافية في التعامل مع وسائل الإعلام، وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد استقلالية الصحافة وتقوض مصداقيتها. إننا في “المؤشر” نؤمن بأن الصحافة هي شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة، لا عائق أو خصم، وأن الإعلام الحر والمسؤول هو أحد أعمدة الجزائر الجديدة التي تعملون على تعزيزها. ختامًا، ننتظر من سيادتكم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام الحقوق والحريات، وترسيخ بيئة إعلامية تسودها العدالة وتكافؤ الفرص. وتفضلوا بقبول فائق عبارات الاحترام والتقدير.