‫الرئيسية‬ الأولى مدير تحرير مجلة “الهدف السياسي” بغزة، الدكتور وسام الفقعاوي لـ”المؤشر”: “غزة تواجه الإبادة بالصمود”
الأولى - الدولي - 4 ديسمبر، 2024

مدير تحرير مجلة “الهدف السياسي” بغزة، الدكتور وسام الفقعاوي لـ”المؤشر”: “غزة تواجه الإبادة بالصمود”

مدير تحرير مجلة "الهدف السياسي" بغزة، الدكتور وسام الفقعاوي لـ"المؤشر": "غزة تواجه الإبادة بالصمود"
أكد الدكتور وسام الفقعاوي، مدير تحرير مجلة “الهدف السياسي” بغزة، أن محور المقاومة الفلسطينية ما زال في أوجه، رغم نجاح الكيان الصهيوني في عزل الجبهة اللبنانية عن غزة. وأشاد بقدرة حزب الله على استعادة زمام القيادة في لبنان وإجبار الكيان على توقيع وقف إطلاق النار، بعدما أعلنت إسرائيل أن القضاء على الحزب كان أحد أهم أهداف حربها.
وأشار مدير تحرير مجلة “الهدف السياسي” إلى أن سعي الكيان الصهيوني لإضعاف محور المقاومة داخليًا يهدف إلى استنزاف الحاضنة الشعبية للمقاومة في قطاع غزة.
وفي سياق حديثه عن دور القيادات الفلسطينية، قال الدكتور الفقعاوي في حواره مع يومية “المؤشر” إن الواقع السياسي الفلسطيني يعيش أزمة تنظيمية وسياسية مستفحلة بسبب الانقسام. وحمّل الجميع مسؤولية تبعات الأزمة الوطنية الفلسطينية العامة، مع اختلاف مستويات المسؤولية والسلطة التي يتمتع بها كل طرف ضمن سياق التجربة الوطنية التاريخية والراهنة.
وأوضح أن تصريح الرئيس محمود عباس بعزمه زيارة القطاع لم يكن سوى دعاية إعلامية، لم تتبعها أي خطوات عملية.
وأكد الدكتور الفقعاوي أن حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة كانت تستوجب إنهاء الانقسام والتوجه نحو الوحدة الوطنية لمواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد الشعب الفلسطيني ومصيره على أرض وطنه. وشدد على أن وحدة الحالة الفلسطينية تتطلب من قوى المقاومة العمل على توحيد صفوفها في جبهة مقاومة موحدة، وتشكيل كتلة شعبية تاريخية تؤسس لوحدة وطنية ترتكز على الشعور بأننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني.

بعد تمكن إسرائيل من فصل الجبهة اللبنانية عن غزة، كيف ترون محور المقاومة؟

محور المقاومة، بمختلف مكوناته وخصوصًا الفلسطينية واللبنانية، تلقى ضربات وخسائر كبيرة طالت المستويات القيادية السياسية والتنظيمية والعسكرية، إضافة إلى قدراته وإمكاناته. ومع ذلك، فإن قدرة حزب الله على استعادة زمام القيادة في لبنان كانت سريعة ومفاجئة للعدو، حيث تمكن الحزب من مواصلة المقاومة وضرب العدو في عقر داره. منذ أن أعلن في الثامن من أكتوبر دخوله جبهة إسناد لغزة، أجبر حزب الله الكيان الغاصب على توقيع وقف إطلاق النار، على الرغم من أن أحد أهداف الحرب كان القضاء عليه.

وماذا عن الجبهة في قطاع غزة؟

رغم مرور أربعة عشر شهرًا على حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، التي دمرت نحو 80% من القطاع وأدت إلى سيطرة شبه دائمة على مناطق مختلفة منه، إلا أن المقاومة لم تتوقف. بل ازدادت وتيرتها، ملحقة بالعدو خسائر كبيرة.

ورغم مزاعم الكيان الصهيوني بتفكيك كتائب المقاومة والقضاء على قدراتها، إلا أن المعطيات الميدانية تظهر عكس ذلك. فقد كشف العدو، خلال اجتياحه المستمر منذ أكثر من شهرين ضمن ما يسمى “خطة الجنرالات”، عن حجم الخسائر التي تكبدها جيشه في شهري أكتوبر ونوفمبر. واعترف بأنها الأكبر منذ بداية الحرب.

المقاومة مستمرة في التصدي للعدو على امتداد القطاع، سواء بإطلاق القذائف الصاروخية أو عبر جبهات الإسناد الأخرى، مثل اليمن والعراق، التي تواصل ضرب أهداف العدو الصهيو-أمريكي.

لماذا يسعى الكيان الصهيوني لإضعاف محور المقاومة داخل عقر داره؟

محاولات الكيان لإغراق دول وقوى محور المقاومة في الاقتتال الداخلي، كما يحدث في سوريا، أو تأليب الطائفية السياسية في لبنان ضد حزب الله، أو فرض الحصار على إيران، تهدف إلى استنزاف الحاضنة الشعبية للمقاومة، خاصة في قطاع غزة.

هذه السياسات تتجلى في النزوح المتكرر، حصر السكان في مساحة ضيقة، وحرمانهم من أدنى مقومات الحياة الطبيعية. كما أن نشر الفوضى والتجويع الممنهج يمثلان تحديات حقيقية.

لذلك، يجب أن تكون هناك يقظة سياسية عالية مع رؤية واستراتيجية شاملة لمواجهة العدو والتصدي للتحديات التي تواجه دول وقوى محور المقاومة.

أين القيادات الفلسطينية من كل ما يحدث؟

الواقع السياسي الفلسطيني يعاني من أزمة تنظيمية وسياسية مستفحلة منذ أكثر من خمسين عامًا. الانقسام السياسي والجغرافي ألقى بظلاله على المشروع الوطني الفلسطيني.

الخلافات بين القيادات الفلسطينية، بين من ينهج التسوية مع العدو ومن يقود المقاومة، زادت من تعقيد الوضع. ومع ذلك، فإن الأزمة الوطنية لا يمكن اختصارها في قيادات بعينها، بل يتحمل الجميع المسؤولية وفقًا لدورهم ومستوى سلطتهم في التجربة الوطنية.

هل سيفي الرئيس محمود عباس بوعده بزيارة غزة؟

تصريح الرئيس محمود عباس بعزمه زيارة القطاع لم يكن سوى “بروباغندا” إعلامية، لم تتبعها أي خطوات عملية سوى تشكيل لجان لترتيب الزيارة، التي لا يُعرف مصيرها حتى الآن.

ما الذي ينتظره الشعب الفلسطيني من قيادته؟ الشعب الفلسطيني يتطلع إلى خطوات حقيقية تعكس التزامًا جادًا بقضيته العادلة، أبرزها إنهاء اتفاقية أوسلو وقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني، إلى جانب التحرك دوليًا لوقف حرب الإبادة المستمرة في غزة. كما تبرز أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كركيزة أساسية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتشاركية، مع تبني استراتيجية شاملة لمواجهة المشروع الصهيوني ومخططاته العدوانية.

إلى متى سيستمر الانقسام الفلسطيني؟

استمرار الانقسام بعد مرور أربعة عشر شهرًا على حرب الإبادة ضد غزة يعكس عجزًا عن مواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد الشعب الفلسطيني.

الحل يكمن في توحيد قوى المقاومة الفلسطينية في جبهة موحدة تقطع علاقتها مع نهج التسوية. هذه الجبهة يجب أن تؤسس لوحدة وطنية ترتكز على وضوح فكري وتنظيمي وسياسي، لإعادة قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه الوطنية الكاملة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

نائب الممثل السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجزائر، علي أبو هلال في حوار خاص لـ “المؤشر”: قناة بن غوريون.. السر وراء حرب الإبادة في غزة

أكد علي أبو هلال، نائب الممثل السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجزائر، أن الهجمات …