‫الرئيسية‬ الأولى “المؤشر” تستغيث… نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون
الأولى - الوطني - 16 فبراير، 2025

“المؤشر” تستغيث… نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

"المؤشر" تستغيث… نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

السيد رئيس الجمهورية، تحية تقدير واحترام،

نرفع إليكم، نحن أسرة يومية “المؤشر”، هذه الرسالة المستعجلة، بعدما ضاقت بنا السبل وانعدمت الحلول، في ظل الوضع الصعب الذي تعانيه صحيفتنا الناشئة، التي تسعى جاهدة إلى تقديم إعلام مسؤول ومستقل، يخدم المواطن الجزائري ويتماشى مع القوانين المنظمة للقطاع. لقد التزمنا منذ تأسيسنا بأخلاقيات المهنة وأداء رسالتنا الإعلامية بكل مهنية وموضوعية، إلا أننا نجد أنفسنا اليوم في مواجهة عراقيل تهدد وجودنا واستمراريتنا، وعلى رأسها حرماننا من الإشهار العمومي، الذي يُعدّ شريان الحياة لأي وسيلة إعلامية مكتوبة.

السيد الرئيس، لقد وضعتم، منذ توليكم قيادة البلاد، أسس الجزائر الجديدة، حيث يكون العدل والشفافية مبدأين أساسيين في كل القطاعات، ومن بينها قطاع الإعلام، الذي يمثل صوت المجتمع ونافذته نحو الحقيقة. غير أن واقع الصحافة المكتوبة، وخاصة الصحف الناشئة مثل “المؤشر”، يكشف عن تحديات خطيرة تهدد استقرارها، في وقت يتطلب فيه المشهد الإعلامي الوطني تنوعًا وتعددية تتيح المجال لمختلف الأصوات الوطنية الصادقة، بعيدًا عن الاحتكار والتضييق.

إن حرماننا من الإشهار العمومي، رغم استيفائنا لجميع الشروط القانونية، لم يكن مجرد أزمة مالية عابرة، بل أصبح عائقًا وجوديًا يهدد بتوقفنا نهائيًا عن الصدور. كما أنه يعكس غياب آلية واضحة وشفافة تضمن التوزيع العادل لهذه الموارد، ما يجعل الصحف الناشئة أمام معضلة الاستمرار أو الاختفاء القسري من المشهد الإعلامي.

السيد رئيس الجمهورية، لقد جئنا إليكم بعدما استنفدنا جميع الوسائل المتاحة، وبعد أن طرقنا كل الأبواب بحثًا عن حلول عادلة ومنصفة، دون جدوى. نؤمن أن الجزائر بحاجة إلى إعلام قوي ومستقل، قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وإيصال صوت المواطن بصدق وشفافية. إلا أن ما نواجهه اليوم من عراقيل إدارية ومالية، يجعلنا عاجزين عن مواصلة مسيرتنا، ويدفعنا إلى التساؤل: لماذا تُحرم الصحافة الوطنية المستقلة من مقومات الاستمرار، بينما تُترك الساحة مفتوحة أمام الأصوات المشبوهة وأبواق الفوضى؟

نحن اليوم نناشدكم، بصفتكم القاضي الأول في البلاد، التدخل العاجل لرفع هذه العراقيل التي تهدد استمرارية “المؤشر”، وتمكينها من أداء دورها الإعلامي بكل حرية ومسؤولية. إن دعم الصحف الوطنية الناشئة ليس منّة، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل الجزائر وإعلامها الوطني، الذي يجب أن يكون في مستوى التحديات الراهنة، وقادرًا على الدفاع عن صورة البلاد، والتصدي للحملات المغرضة التي تستهدف استقرارها ووحدتها.

إننا على ثقة، السيد الرئيس، أنكم لن تدخروا جهدًا في إعادة الأمور إلى نصابها، وتوفير الظروف الملائمة لإعلام وطني تعددي، يسهم في بناء جزائر قوية، متماسكة، قائمة على العدل والشفافية. نأمل أن يصل نداؤنا إليكم، وأن يجد آذانًا صاغية تنصفنا، قبل أن يُكتب علينا التوقف القسري عن أداء رسالتنا الإعلامية.

وتفضلوا، السيد الرئيس، بقبول فائق الاحترام والتقدير.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر

يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …