مقالات - 4 أبريل، 2025

الجزائر بلد آمن…

الجزائر بلد آمن…
تمكنت وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش الوطني الشعبي الجزائري في تطور أمني يحمل الكثير من الدلالات السياسية والعسكرية، من إسقاط طائرة مسيرة تركية من نوع “بيرقدار أقنجي”، وهي واحدة من أكثر الطائرات المسيّرة تطورًا في العالم، وذلك بعد اختراقها المجال الجوي الجزائري على مستوى منطقة تين زواتين، الواقعة جنوب البلاد على الحدود مع دولة مالي.

ووفقًا للمصادر العسكرية، فإن الطائرة دخلت الأجواء الجزائرية خلال الليل، وتوغلت بمسافة تُقدر بحوالي كيلومترين داخل التراب الوطني، قبل أن يتم رصدها عبر رادارات الجيش الجزائري، التي تعمل على مدار الساعة ضمن منظومة حماية ومراقبة دقيقة لتأمين الحدود الصحراوية الجزائرية الشاسعة. وعقب الرصد، تم اتخاذ القرار العسكري المناسب وتمت عملية إسقاط الطائرة بنجاح، في خطوة تؤكد الجاهزية العالية لقوات الدفاع الجوي الجزائرية.

ما يلفت الانتباه هو توقيت الحادث، حيث وقع يوم عيد الفطر، وهو توقيت ليس بريئًا ويحمل في طياته رسائل استفزازية واضحة. وتزامن ذلك مع تصاعد التوترات مع النظام المالي، بقيادة العقيد “عصيمي غويتا”، المعروف بسياسته العدوانية تجاه الجزائر، والذي تثير بعض التقارير الشكوك بشأن ارتباطه بأجندات إقليمية مشبوهة، خاصة أن بعض المعلومات تشير إلى تلقيه لتكوين عسكري سابق في أكاديمية فاس المغربية.

ويُعتقد أن هذه العملية ليست معزولة عن سياق أوسع لمحاولات اختراق الحدود الجزائرية واختبار جاهزيتها العسكرية، وهو ما ترفضه الجزائر قطعًا، إذ سبق لها أن ردّت بحزم على سلسلة من الاستفزازات المالية، سواء كانت ذات طابع سياسي أو عسكري.

الطائرة التي تم إسقاطها تنتمي إلى الجيل الجديد من طائرات “بيرقدار أقنجي”، والتي تُستخدم في مهام استطلاعية وقتالية دقيقة، وتملك القدرة على حمل صواريخ موجهة وقنابل ذكية، ما يجعل دخولها إلى الأجواء الجزائرية تهديدًا أمنيًا خطيرًا.

وقد سبق استخدام هذا النوع من المسيرات في عدة نزاعات، منها الحرب بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ، حيث لعبت دورًا حاسمًا في ترجيح كفة أذربيجان، كما استُخدمت في سوريا والعراق وليبيا، مما يُبرز إمكانياتها التكنولوجية والعسكرية العالية.

وبحسب بعض المصادر المطلعة، فإن الطائرة ربما كانت تقوم بمهمة استطلاعية أو تجسسية، وقد تكون كانت بصدد التقاط صور جوية لمواقع حساسة في الجنوب الجزائري، وهو أمر تعتبره الجزائر تجاوزًا خطيرًا لا يمكن التساهل معه.

العملية تمثل إنذارًا مباشرًا لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الجزائر واستقرارها، سواء من داخل مالي أو من الأطراف التي تقف خلف النظام المالي وتدعمه. كما أنها دليل قاطع على أن الجزائر تمتلك من التكنولوجيا والخبرة ما يجعلها قادرة على التصدي لأخطر التهديدات الجوية، حتى من طائرات مسيرة متطورة تُستخدم في النزاعات الكبرى.

ويُسجّل هذا الإنجاز لصالح الجيش الوطني الشعبي، الذي يعمل ليلًا ونهارًا على حماية الحدود، خاصة في ظل تجارب سابقة مريرة مثل العملية الإرهابية التي استهدفت حقل الغاز في تيقنتورين سنة 2013، والتي كانت نقطة تحول في استراتيجية الجزائر الأمنية، إذ تم منذ ذلك الحين تطوير أنظمة مراقبة وتشديد الحراسة على الحدود الجنوبية.

رغم التحديات الأمنية في المحيط الإقليمي، تبقى الجزائر من بين الدول الأكثر أمنًا واستقرارًا في المنطقة. ويظهر ذلك من خلال الحياة اليومية في الجنوب الجزائري، حيث بات بإمكان الشباب والسياح ومحبي المغامرة التنقل بحرية عبر المناطق الصحراوية، مثل الشاب محمد رضا من وهران، الذي أصبح رمزًا لهواة التجوال بالدراجات الهوائية، متنقلاً من قرية إلى أخرى دون أن يواجه أية مشاكل أمنية، باستثناء بعض الأعطال الميكانيكية.

هذا الواقع هو ثمرة جهود القوات المسلحة الجزائرية، التي أثبتت مرة أخرى أنها حامية للوطن وحصن منيع ضد كل محاولات الزعزعة والاختراق.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…