‫الرئيسية‬ الأولى حملة بروباغندا مغربية–إسرائيلية–غربية لزرع أوهام حول صراع روسي–جزائري
الأولى - الوطني - مقالات - 10 أبريل، 2025

حملة بروباغندا مغربية–إسرائيلية–غربية لزرع أوهام حول صراع روسي–جزائري

حملة بروباغندا مغربية–إسرائيلية–غربية لزرع أوهام حول صراع روسي–جزائري
انطلقت آلة البروباغندا الإقليمية والأوروبية مباشرة بعد ظهور الخلافات الجزائرية–المالية إلى العلن، في محاولة لاتهام روسيا وتوريطها في مواجهة مع الجزائر، رغم أن العلاقات بين الجزائر وروسيا تُعدّ استراتيجية ومتينة، وتشهد على عقود من الوفاء والتعاون.

المؤسف أن بعض الجزائريين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يشاركون – بقصد أو بغير قصد – في ترويج هذه البروباغندا السخيفة والمضرة، التي تهدف إلى خلط الأوراق والتشويش على الرأي العام الجزائري، من خلال إيحاءات بأن روسيا تتآمر ضد الجزائر.

هذه الحملة تنبع في الأساس من دوائر مغربية وإسرائيلية، وتلقى دعمًا من بعض التيارات الإقليمية والمحلية الموالية لها، دون أن نغفل دور قوى الاستعمار الأوروبي القديم، التي تعمل ليل نهار لزعزعة استقرار الجزائر من أجل إعادة بسط سيطرتها على ثرواتها ومقدّراتها.

وزير الشؤون الخارجية الجزائري، السيد أحمد عطاف، كان قد أوضح في ندوة صحفية الرؤية الجزائرية الجديدة تجاه منطقة الساحل، كما تطرق بوضوح إلى طبيعة العلاقات الجزائرية–الروسية. ومع ذلك، لا تزال الدعاية المعادية نشطة، محاوِلةً زرع فكرة وجود “مؤامرة روسية” ضد الجزائر، وهي فرضية لا أساس لها من الصحة، بالنظر إلى التاريخ الطويل الذي يربط البلدين.

انتشار هذه الدعاية يؤكد مجددًا أن المؤامرة على الجزائر ليست محض خيال. فحادثة المسيرة التي تم إسقاطها لا تحمل أي دليل على ضلوع روسيا، إذ أن الطائرة كانت تركية الصنع، ويُشغّلها الجيش المالي الذي تلقّى تدريبه على استخدامها في المغرب. أما السلاح الذي أسقطها، فهو سلاح روسي، فكيف يُعقل أن تتآمر روسيا ضد الجزائر بسلاحها؟!

ما يُقلق هذه الأوساط فعلاً هو فعالية السلاح الروسي، الذي أثبت جدارته في مواجهة الأسلحة الأمريكية والغربية في أوكرانيا، متفوقًا بفارق كبير على ما يُنتَج في الغرب. كما أن روسيا نجحت في إحياء صناعتها الحربية، بعدما كانت تعتمد على استيراد عديد من المعدات وقطع الغيار من الغرب. وقد صرّح الرئيس بوتين بنفسه أنه غير مستعد للعودة إلى العلاقات الاقتصادية السابقة مع أوروبا، معتبرًا أن العقوبات منحت روسيا فرصة لإعادة هيكلة صناعاتها، بما في ذلك دخولها تجربة إنتاج رقائق أشباه الموصلات، رغم أن هذه التجربة لا تزال في بداياتها.

ما يُقلق المعسكر الغربي حقًا هو متانة العلاقات الروسية–الجزائرية، التي يسعى لضربها منذ سنوات عبر أبواق “الحركى 2.0″، وها هو اليوم ينتقل إلى مرحلة متقدمة، مستغلًا التوتر الحاصل بين الجزائر ومالي لنشر سمومه وسط الرأي العام.

للأسف، لا تملك الجزائر حتى الآن خطة إعلامية فعّالة لمواجهة هذا الزخم الدعائي المعادي لمصالحها، ويجب أن تتفطن سريعًا لذلك، لأن محور الشر الذي تواجهه يتمتع بشبكات إعلامية قوية ومنظمة ولديه خطط دقيقة تهدف إلى ضرب معنويات الشعب الجزائري.

العلاقات بين روسيا والجزائر لا يمكن أن تهتز بفعل ضابط متهور نصب نفسه جنرالاً على شعب يعاني الفقر والحرمان، ويسعى لزج مالي في مواجهة مفتعلة مع أشقائها الجزائريين.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…