‫الرئيسية‬ الأولى البرلمان الفرنسي يصوّت على قرار يطالب بـ”الإفراج الفوري” عن صنصال
الأولى - الوطني - 7 مايو، 2025

البرلمان الفرنسي يصوّت على قرار يطالب بـ”الإفراج الفوري” عن صنصال

البرلمان الفرنسي يصوّت على قرار يطالب بـ"الإفراج الفوري" عن صنصال
صوّت البرلمان الفرنسي، أمس الثلاثاء 6 ماي 2025، بأغلبية ساحقة على قرار يطالب بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، ويشترط أي تعاون مستقبلي بين فرنسا والجزائر، وكذلك بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، باحترام “المعايير الدولية لحقوق الإنسان”.

وقد حظي القرار بدعم 307 نواب، مقابل 28 صوتًا معارضًا و4 امتناعات عن التصويت. ومع ذلك، أثار هذا التصويت جدلاً واسعًا داخل الساحة السياسية الفرنسية، لا سيما في أوساط اليسار، الذي اعتبر أن القرار من شأنه أن يُفاقم التوتر القائم أصلًا بين باريس والجزائر.

القرار، الذي قدمته النائبة الموالية للرئيس ماكرون كونستانس لو غريب، ينص على أن الحكومة الفرنسية، إلى جانب المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي، يجب أن يربطوا أي تعاون معزز مع الجزائر بـ”تحقيق تقدم ملموس في قضية بوعلام صنصال”.

وفي معرض مداخلتها بعد التصويت، قالت النائبة لو غريب: “من المهم أن ينهض البرلمان الفرنسي ليوجه رسالة واضحة وصريحة إلى السلطات الجزائرية، يدعو فيها إلى الإفراج الفوري ودون شروط عن بوعلام صنصال.”

لكن هذا التصويت لم يمر دون انقسامات، خاصة داخل صفوف اليسار الفرنسي. فبينما صوّت الحزب الاشتراكي والخضر لصالح القرار، فضّل الشيوعيون الامتناع، أما نواب حركة “فرنسا الأبية” (LFI) بزعامة جان لوك ميلانشون، فقد صوتوا ضده، رغم مطالبتهم في الوقت نفسه بإطلاق سراح الكاتب.

واعتبر نواب “فرنسا الأبية” أن نص القرار، وإن كان ظاهريًا يدافع عن حرية التعبير، إلا أنه قد يُستخدم كأداة للضغط السياسي ويضر بفرص الإفراج الفعلي عن الكاتب، من خلال تغذية الخطابات العدائية والتصعيد الإعلامي، بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية هادئة.

لكن هذا الموقف أثار غضبًا شديدًا في صفوف اليمين الفرنسي. فقد وجّه زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، برونو ريتايو، انتقادات لاذعة لـ”فرنسا الأبية”، وصرّح: “بالتصويت ضد قرار البرلمان الداعي للإفراج عن صنصال، تغرق فرنسا الأبية مرة أخرى في مستنقع العار واللاكرامة.”

بدوره، كتب النائب اليميني إيريك سيوتي على حسابه: “عار على النواب الثمانية والعشرين من فرنسا الأبية الذين صوتوا ضد القرار! وعار على الشيوعيين الذين امتنعوا عن التصويت! إنه الجبن بعينه، والخزي الذي لا يُغتفر.”

وتأتي هذه التطورات في وقت تتسم فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية بالحساسية والتقلب، ما يجعل مثل هذه القرارات عرضة للتأويلات السياسية، خاصة عندما تتداخل فيها قضايا حقوق الإنسان مع الحسابات الجيوسياسية.

ولا يزال مصير الكاتب بوعلام صنصال، الذي يعد من أبرز الأصوات المثيرة للجدل في الجزائر، محل متابعة واهتمام، ليس فقط من طرف الأوساط الثقافية، بل كذلك ضمن توازنات السياسة الخارجية الفرنسية في منطقة المغرب العربي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…