صيف 2025: الجزائر تستعد لاستقبال الجالية… لكن ذوو الاحتياجات الخاصة يشتكون من التهميش
تستعد الجزائر لاستقبال الملايين من أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، من خلال حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى تسهيل عملية العودة وتحسين ظروف النقل والاستقبال. غير أن هذه التدابير، ورغم أهميتها، ما زالت تصطدم على أرض الواقع بجملة من النقائص، أبرزها ضعف التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما في ميناء الجزائر العاصمة.
عقد وزير النقل سعيد سعيود، أمس 15 ماي 2025، اجتماعًا تنسيقيًا مع كاتب الدولة المكلف بالجالية، سفيان شعيب، وبحضور إطارات من وزارتي النقل والشؤون الخارجية. الاجتماع كان مخصصًا لمناقشة انشغالات أفراد الجالية وتحسين الخدمات في نقاط العبور الرئيسية: المطارات والموانئ.
وأكد الوزير أن كل هذه الإجراءات تأتي تطبيقًا لتعليمات رئيس الجمهورية، مشددًا على ضرورة ضمان استقبال لائق للجالية الجزائرية في الخارج، خصوصًا خلال موسم الصيف الذي يشهد توافدًا مكثفًا.
من بين أبرز التدابير المعتمدة، أطلقت الخطوط الجوية الجزائرية عرضًا ترويجيًا يحمل اسم “عطلة”، يتضمن أسعارًا تفضيلية لحجوزات الجالية خلال الفترة الممتدة من 1 جوان إلى 31 أوت 2025. أما في النقل البحري، فقد أعلنت شركة “Algérie Ferries” عن برمجة 600 رحلة إضافية خلال نفس الفترة، مع تدعيم الأسطول بباخرة مستأجرة (El Venizelos) لتعزيز قدرات النقل.
رغم كل ما يُعلن من استعدادات مكثفة لاستقبال الجالية الجزائرية خلال صيف 2025، تبقى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مهمّشة إلى حدّ كبير، لا سيما على مستوى ميناء الجزائر. وقد نقلت عدة شهادات لمواطنين قادمين من الخارج معاناتهم مع غياب أدنى شروط التكفل بهذه الفئة التي يفترض أن تحظى بمعاملة خاصة وإنسانية.
فالميناء يفتقر إلى ممرات مخصصة لذوي الإعاقات الحركية، كما لا تتوفر كراسٍ متحركة أو أعوان مؤهلون لمرافقتهم خلال مسار الدخول والتفتيش. أما على مستوى الخدمات، فإن نقص التجهيزات المناسبة وغياب التنظيم الكافي يجعل تجربة الوصول مرهقة وغير إنسانية.
الأمر يزداد تعقيدًا حين يتعلق بذوي الإعاقات غير الظاهرة، مثل الأمراض المزمنة أو النفسية. فبدلاً من الاعتماد على بطاقات الإعاقة الأوروبية أو الدولية المعترف بها عالميًا، تصر الجهات المسؤولة على طلب شهادة طبية محلية. وهو ما يضع المسافر المعاق في وضع معقد، خصوصًا إذا لم يكن لديه ملف طبي جزائري أو إن لم يكن يعاني من إعاقة ظاهرة.
ما تعانيه هذه الفئة في المنافذ الحدودية، وعلى رأسها ميناء الجزائر، يعكس نقصًا واضحًا في الرؤية الشاملة لاحتياجات جميع المسافرين. وإذا كانت الدولة تسعى لتحسين صورة الاستقبال، فإن أول ما يجب أن تضعه في الحسبان هو احترام كرامة المواطن، خصوصًا الفئات الهشة، وتوفير كل ما من شأنه تسهيل عبورهم بسلام وكرامة.
ورغم المجهودات الرسمية، فإن غياب التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة يطرح إشكالاً أخلاقيًا وإنسانيًا قبل أن يكون تنظيميًا. لا يكفي توفير بواخر إضافية أو تخفيضات في التذاكر، إذا لم يشعر كل جزائري — بما فيهم من هم في وضعية هشّة — بأنه موضع ترحيب وتقدير.
استقبال الجالية لا يجب أن يكون موسمًا دعائيًا فقط، بل مناسبة حقيقية لتجسيد كرامة المواطن، بغض النظر عن حالته الصحية أو وضعه الجسدي.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!
تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…