الجزائر تتجاوز روسيا في صادرات الغاز الطبيعي نحو أوروبا بأرقام قياسية خلال 2025

الجزائر تتجاوز روسيا في صادرات الغاز الطبيعي نحو أوروبا بأرقام قياسية خلال 2025

حققت الجزائر أداءً لافتًا في سوق الغاز الطبيعي الأوروبي خلال الربع الأول من سنة 2025، مكرسة موقعها كفاعل استراتيجي في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في القارة العجوز، وسط ظرفية جيوسياسية معقدة وتغيرات عميقة في خارطة التزود الأوروبية بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.

فوفقًا لأحدث تقرير صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، بلغت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب نحو أوروبا 8,06 مليارات متر مكعب بين شهري جانفي ومارس 2025، متجاوزة بذلك الصادرات المجمعة لثلاثة من كبار الممونين التقليديين: روسيا، أذربيجان، وليبيا، الذين لم تتجاوز صادراتهم مجتمعة 7,1 مليارات متر مكعب في نفس الفترة.

هذه القفزة النوعية وضعت الجزائر في المرتبة الثانية على قائمة كبار مزودي أوروبا بالغاز عبر الأنابيب، خلف النرويج التي تصدرت بـ21,19 مليار متر مكعب. ويعزى هذا التقدم الجزائري إلى ارتفاع بنسبة 12,6% في حجم الصادرات مقارنة بالربع الأول من سنة 2024، مع تسجيل وجهتي إيطاليا وإسبانيا كأكبر المستفيدين من هذه الكميات.

وفي المقابل، ورغم هذا الأداء المميز على صعيد التصدير عبر الأنابيب، شهدت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال (GNL) تراجعًا بنسبة 24% مقارنة بالسنة الماضية، نتيجة لأشغال الصيانة التي مست وحدات التمييع في أرزيو وسكيكدة نهاية سنة 2024.

ورغم هذا التراجع المؤقت، حافظت الجزائر على وجودها في السوق الأوروبية للغاز المسال، حيث صدّرت ما يعادل 2,2 مليون طن خلال الربع الأول من السنة، محتلة المرتبة الخامسة في ترتيب الممونين بهذه المادة داخل الاتحاد الأوروبي، بنسبة 4,2% من الحصة السوقية، خلف كل من الولايات المتحدة، روسيا، قطر، ونيجيريا.

وتشير بيانات “أوابك” إلى أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال سجلت نموًا بنسبة 3,1% على أساس سنوي، مع مساهمة الدول العربية بنسبة 26,4% من هذا النشاط. كما تتوقع المنظمة أن يشهد عام 2025 ارتفاعًا إضافيًا في العرض العالمي بنسبة 3,3% ليصل إلى 425 مليون طن، غير أن الأسعار مرشحة للبقاء مرتفعة بسبب حالة عدم اليقين الجيوسياسي واستمرار الطلب المرتفع هيكليًا على الطاقة.

تؤكد هذه الأرقام الدور المتنامي للجزائر كمزود موثوق ومستقر للغاز الطبيعي في أوروبا، في سياق تحولات جيو-اقتصادية عميقة تعيد رسم خارطة الطاقة العالمية.