‫الرئيسية‬ الأولى احصاء الجالية الجزائرية في فرنسا: هذه هي الحقيقة بالأرقام
الأولى - أحوال الجالية - 24 مايو، 2025

احصاء الجالية الجزائرية في فرنسا: هذه هي الحقيقة بالأرقام

احصاء الجالية الجزائرية في فرنسا: هذه هي الحقيقة بالأرقام
كشفت آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية بفرنسا (INSEE) في مايو 2025 أن الجزائريين يمثلون الجالية الأجنبية الأكبر عددًا في البلاد، متجاوزين بذلك الجاليات المغربية والبرتغالية. وبحسب هذه البيانات، فإن فرنسا كانت تضم في عام 2023 ما يقارب 7.3 ملايين مهاجر، أي حوالي 10.7% من إجمالي السكان، من بينهم 12.2% من مواليد الجزائر، ما يعادل نحو 890,600 شخص، سواء كانوا في وضع قانوني أم لا، أو حصلوا على الجنسية الفرنسية أم لم يحصلوا عليها.

هذه الأرقام، رغم أهميتها، لا تعكس الصورة الكاملة لحجم الوجود الجزائري في فرنسا، إذ إنها تستثني أبناء الجالية المولودين على الأراضي الفرنسية، فضلًا عن الجزائريين المولودين في بلدان أخرى. وبالتالي، فإن الرقم الحقيقي للفرنسيين من أصول جزائرية يتجاوز بكثير ما تشير إليه الإحصائيات الرسمية، ما يجعل من الجالية الجزائرية أحد المكونات الأساسية للنسيج الديمغرافي الفرنسي.

تفوق الجزائريين من حيث العدد على المغاربة والبرتغاليين يعكس واقعًا تاريخيًا ممتدًا، ترسّخ بفعل علاقات استعمارية طويلة، والحرب التحريرية، والاتفاقيات الثنائية الموقعة بعد الاستقلال، والتي فتحت الباب أمام موجات هجرة متتالية نحو الضفة الشمالية للمتوسط. وقد تطورت هذه الهجرة تدريجيًا بفضل سياسات التجمع العائلي، والتجنيس، والإقامة الدائمة، حتى أصبحت الجالية الجزائرية إحدى أبرز الفئات الفاعلة في المجتمع الفرنسي.

ورغم التطورات الدولية التي فرضت أنماط هجرة جديدة، لا تزال الجزائر تحتل موقعًا متقدمًا كمصدر رئيسي للمهاجرين إلى فرنسا. فخلال سنة 2022، من بين 331,000 مهاجر دخلوا فرنسا، كان 6.4% منهم جزائريين، أي ما يعادل حوالي 21,200 شخص، في سياق ما بعد الجائحة واستئناف التنقلات الدولية. وتشير المؤشرات إلى أن معدل العودة إلى الجزائر لا يوازي معدل الهجرة منها، إذ يقابل كل ثلاثة مهاجرين جزائريين إلى فرنسا عائد واحد فقط، ما يعكس توازنًا ديموغرافيًا مستمرًا لصالح الإقامة طويلة الأمد.

إلى جانب الحضور العددي، تبرز الجالية الجزائرية في فرنسا كقوة عاملة مؤثرة في قطاعات حيوية مثل الصناعة، النقل، الصحة، البناء، والخدمات العامة. كما أن الأجيال الجديدة، رغم ولادتها ونشأتها في فرنسا، لا تزال تحافظ على روابط قوية مع الجزائر من خلال التحويلات المالية، والتنقلات المنتظمة، والمشاركة في الحياة الجمعوية والثقافية.

بهذا الحضور الكثيف والمتجذر، يتأكد أن الجالية الجزائرية لم تعد مجرد فئة مهاجرة تقيم على هامش المجتمع، بل أصبحت عنصرًا مركزيًا في التوازنات السكانية والاجتماعية والاقتصادية في فرنسا، وصوتًا يصعب تجاهله في أي نقاش حول مستقبل الهجرة والاندماج في البلاد.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…