‫الرئيسية‬ في الواجهة فنون وثقافة الجزائر وإيطاليا توثّقان الذاكرة المشتركة: متحف إنريكو ماتّي يدخل التراث الثقافي الوطني الإيطالي
فنون وثقافة - 26 مايو، 2025

الجزائر وإيطاليا توثّقان الذاكرة المشتركة: متحف إنريكو ماتّي يدخل التراث الثقافي الوطني الإيطالي

الجزائر وإيطاليا توثّقان الذاكرة المشتركة: متحف إنريكو ماتّي يدخل التراث الثقافي الوطني الإيطالي
أُدرج متحف إنريكو ماتّي، بشكل رسمي، ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني الإيطالي، خلال مراسم احتفالية احتضنتها مدينة ماتيليكا الإيطالية، مسقط رأس مؤسس شركة “إيني”، إنريكو ماتّي. وقد جرت المراسم بحضور السفير الجزائري في إيطاليا، محمد خليفي، إلى جانب أفراد عائلة ماتّي، ممثلين عن شركة ENI، سلطات محلية، ومواطنين من المدينة.

جاء هذا الاعتراف من قبل وزارة الثقافة الإيطالية تكريماً للقيمة التاريخية والرمزية لشخصية إنريكو ماتّي، الذي لم يقتصر تأثيره على المجال الطاقوي الإيطالي، بل امتد ليشمل دعماً حقيقياً لنضال الشعب الجزائري إبّان ثورة التحرير.

خلّد المتحف شخصية إنريكو ماتّي، الذي يُعدّ أحد أبرز المتضامنين الأوروبيين مع القضية الجزائرية في خمسينيات القرن الماضي، حيث قدّم دعماً مباشراً لجبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. ولهذا، منحه الرئيس عبد المجيد تبون وسام “أصدقاء الثورة الجزائرية” بعد وفاته، تقديراً لوقوفه إلى جانب العدالة والتحرر، وهو أعلى وسام تمنحه الجزائر لشخصيات أجنبية ساندت كفاحها الوطني.

تحمل البنية التحتية الطاقوية الجزائرية – الإيطالية أيضاً بصمة ماتّي، حيث يحمل خط أنابيب الغاز الرابط بين البلدين اسمه، في رمز قوي لشراكة تمتد لأكثر من نصف قرن، ترتكز على الاحترام، الثقة، والمصالح المتبادلة.

وأكدت الشخصيات الحاضرة في المراسم أن تصنيف المتحف ضمن التراث الوطني يمثل “خطوة نوعية جديدة في تعزيز العلاقات الجزائرية – الإيطالية”، المبنية على تاريخ مشترك وقيم الحرية والصداقة والتقدم.

يقع المتحف داخل منزل عائلة ماتّي، حيث وُلد وعاش سنواته الأولى، ويضم ثلاث غرف بسيطة تُعبّر عن نشأته المتواضعة. افتُتح المتحف للعامة عام 2017 بعد تجديده، وهو اليوم يحتضن مقتنيات شخصية، وثائق تاريخية، أغلفة مجلات عالمية، ومكتب ماتّي الشهير T96، بالإضافة إلى شهادات حيّة عن دعمه للجزائر.

“صغر مساحة هذا المنزل مقارنة بشساعة الصحارى والبحار التي استخرجت منها إيني مواردها، يختزل مسار رجل حوّل الحلم إلى مشروع حضاري واقتصادي.”

لا يُعتبر المتحف مجرد مكان للتأريخ، بل فضاءً حيوياً لحفظ إرث رجل ربط أوروبا بإفريقيا بروح الشراكة لا الهيمنة. وتستحضر الجزائر، من خلال هذا التكريم، مسيرة أحد الذين وقفوا بجانبها في أصعب لحظاتها، وساهموا لاحقاً في تكوين أجيال من الكوادر الجزائرية في مجال الطاقة عبر مدارس ENI.

إن إدراج متحف إنريكو ماتّي ضمن التراث الثقافي الإيطالي هو أكثر من حدث رمزي؛ إنه تأكيد على أن الصداقات الحقيقية لا تموت، وأن الجزائر، في ظل قيادتها الحالية، لا تنسى من ساندها في معارك الكرامة والسيادة.

وستظل سيرة ماتّي، كما قال أحد المشاركين في الحفل، “جسر ذاكرة” يربط بين شعبين اختارا أن يبنيا المستقبل على أسس أخلاقية وتاريخية راسخة


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

اليمين المتطرف يهاجم الطلبة الجزائريين في فرنسا!

تعيش فرنسا منذ أسابيع على وقع جدل جديد أثارته بعض الأوساط اليمينية المتطرفة التي وجّهت سها…