جريمة مروعة في قلب العاصمة: شاب يذبح والده أمام أعين أسرته والشارع تحت الصدمة
شهدت الجزائر العاصمة، مساء الأربعاء، جريمة قتل بشعة هزّت الرأي العام، راح ضحيتها أب ستيني على يد ابنه البالغ من العمر 20 سنة، في حادثة أثارت الذهول والاستنكار داخل حي “بنانيي AADL” المعروف بالهدوء والاستقرار.
وبحسب المعطيات الأولية، فإن الجاني أقدم على طعن والده داخل منزل العائلة بسلاح أبيض، قبل أن يسقط الأب أرضًا، ليقوم بعدها الابن بإنهاء حياته بطريقة مروعة عبر ذبحه من الوريد إلى الوريد، وسط حالة من الصدمة والرعب في صفوف أفراد الأسرة الذين عاينوا المشهد دون أن يتمكنوا من التدخل.
وفور وقوع الجريمة، تدخلت مصالح الأمن مرفوقة بالشرطة العلمية ووحدات الحماية المدنية التي عاينت مكان الجريمة في الطابق العاشر من العمارة. ورغم محاولات الإسعاف، لم يكن هناك ما يمكن فعله لإنقاذ حياة الضحية. وتم نقل جثته وسط تكتم شديد حول خلفيات الحادث ودوافعه.
وحسب شهادات بعض الجيران، فإن الشاب المتورط سلّم نفسه مباشرة بعد ارتكاب الجريمة إلى مصالح الأمن. وأكدوا أن سلوكه في الأيام الأخيرة كان غير طبيعي، حيث بدا عليه اضطراب نفسي واضح، ما دفع البعض إلى ربط الجريمة بأزمة نفسية حادة ألمّت به، وهو ما تسعى التحقيقات الجارية إلى تأكيده أو نفيه.
هذه الجريمة تعيد إلى الأذهان حادثة مشابهة شهدتها ولاية سطيف شهر مارس الماضي، حين أقدم شاب ثلاثيني على قتل شقيقته طعنًا، متسببًا أيضًا في إصابة والدته بجروح خطيرة واعتدائه جسديًا على والده، إثر خلاف عائلي تافه نشب بسبب رفض الضحية أن يلهو الجاني مع ابنتها الصغيرة. وقد استخدم الشاب سكينًا وجه به طعنات قاتلة لشقيقته، رغم أنه كان معروفًا باستقراره النفسي، غير أن أقاربه أشاروا إلى علامات توتر ظهرت عليه منذ بداية شهر رمضان.
تشترك الجريمتان في نقاط مثيرة للقلق، أهمها تصاعد وتيرة العنف داخل الأسر الجزائرية وغياب المؤشرات المبكرة للتدخل النفسي والاجتماعي. كما تؤكدان أن اختلال التوازن النفسي قد يتحول إلى خطر قاتل إذا لم تتم معالجته في الوقت المناسب.
وتبرز هذه الجرائم الحاجة الملحة لتفعيل آليات الرصد والمتابعة النفسية على مستوى الأسر، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. كما أن غياب ثقافة الحوار داخل العائلة، وتراجع دور الأخصائيين النفسيين في المدارس والمؤسسات الاجتماعية، يفتح الباب أمام انفجارات مأساوية.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
لقاء موسّع بين وزير الاتصال والنقابات…
يواصل وزير الاتصال زهير بوعمامة خطواته الميدانية لإعادة بعث ديناميكية جديدة في قطاع الإعلا…