‫الرئيسية‬ الأولى زار الجزائر وأحيا ذكرى المجازر… لوران لاردين يقود “دبلوماسية برلمانية” لكسر الجليد بين باريس والجزائر
الأولى - الوطني - 31 مايو، 2025

زار الجزائر وأحيا ذكرى المجازر… لوران لاردين يقود “دبلوماسية برلمانية” لكسر الجليد بين باريس والجزائر

زار الجزائر وأحيا ذكرى المجازر... لوران لاردين يقود "دبلوماسية برلمانية" لكسر الجليد بين باريس والجزائر
زار النائب الاشتراكي الفرنسي لوران لاردين الجزائر على رأس وفد برلماني يضم أكثر من ثلاثين نائبًا وسيناتورًا، وذلك لإحياء ذكرى مجازر سطيف، قالمة وخراطة التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية يوم 8 ماي 1945. الزيارة، التي وصفها إعلام مرسيليا بـ”دبلوماسية الظل”، تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وباريس توترًا سياسيًا حادًا لم تفلح اللقاءات الوزارية ولا الاتصالات الرسمية في تهدئته.

وصرّح لاردين، الذي يرأس مجموعة الصداقة الفرنسية–الجزائرية في البرلمان الفرنسي، أن هذه المبادرة “وضعت قليلًا من الزيت في دواليب العلاقة”، مؤكدًا أن “فرنسا لا تقتصر على صوت برونو ريتايو والتيارات المتطرفة، بل هناك نواب يسعون للحوار والتقارب الحقيقي”.

جاءت هذه الزيارة في سياق بالغ الحساسية، حيث تعرف العلاقات الجزائرية الفرنسية توترًا مستمرًا منذ عدة أشهر على خلفية ملفات الهجرة، التأشيرات، استرداد الأموال المنهوبة، ورفض باريس التجاوب مع أكثر من 50 إنابة قضائية جزائرية.

ورغم كل ذلك، حظي الوفد باستقبال رسمي من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، ووزير المجاهدين العيد ربيقة، في رسالة واضحة على أن الجزائر لا ترفض الحوار من حيث المبدأ، لكنها تطالب بالندية والاحترام المتبادل.

شارك لاردين وأعضاء الوفد في المراسم الرسمية المنظمة في سطيف يوم 8 ماي، ووقفوا دقيقة صمت على أرواح الشهداء الجزائريين الذين قُتلوا في واحدة من أبشع الجرائم الاستعمارية. وقد دعا لاردين، خلال كلمته، إلى “الاعتراف الكامل بالحقائق التاريخية”، مضيفًا أن “العدالة التاريخية هي شرط للمصالحة السياسية”.

في ذات التوقيت، كانت شخصيات سياسية فرنسية من اليمين المتطرف تُطالب بإغلاق مدرسة “ابن خلدون” الإسلامية في مرسيليا على خلفية تقرير أمني حول “تغلغل الإخوان المسلمين”. السيناتور ستيفان رافيي طالب بالإغلاق الفوري، في حين دعا كل من رينو موسولييه ومارتين فاسال إلى تحقيق معمّق قبل اتخاذ أي قرار إداري. هذه المفارقة بين دعوات التقارب والتحريض تظهر عمق الانقسام داخل النخبة الفرنسية حول العلاقة مع الجزائر والجالية المسلمة عمومًا.

تطرح هذه الزيارة فرضية مفادها أن “البرلمان يمكن أن يكون جسرًا دبلوماسيًا بديلًا…”، خاصة حين تتعثر القنوات الرسمية. فقد عبّرت النائبة سابرينا سباهي (حزب الخضر)، المشاركة في الزيارة، عن تفاؤلها بقولها: “حين تصمت الحكومات، يتحرك النواب لبناء الجسور، لأن العلاقات الفرنسية-الجزائرية لا يمكن أن تظل رهينة التوتر”.

لكن، رغم أهمية هذه المبادرة، تبقى محدودة الأثر ما لم تتبعها خطوات من الإليزيه والسلطات العليا في فرنسا، تُترجم إلى سياسات واضحة، الاعتراف بالذاكرة، احترام السيادة، والتعاون القضائي الفعلي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

العدد 86 من يوميـــــة “المؤشر” 25|11|2025