‫الرئيسية‬ الأولى روسيا تحذر من خطورة المراكز الثقافية البريطانية
الأولى - مقالات - 5 يونيو، 2025

روسيا تحذر من خطورة المراكز الثقافية البريطانية

روسيا تحذر من خطورة المراكز الثقافية البريطانية
حذّرت روسيا مختلف دول العالم من أنشطة المراكز الثقافية البريطانية، ووصفتها بأنها من أخطر أدوات التجسس على الدول، مؤكدة أن هذه المراكز تسعى إلى زعزعة استقرار البلدان التي تتواجد فيها. ودعت موسكو الدول التي تحتضن مثل هذه المراكز إلى التعامل معها بحذر، لكونها تمارس، وفقًا لما توفره المعطيات الاستخباراتية الروسية، نشاطات تتجاوز الطابع الثقافي المعلن.

وتستند هذه التحذيرات إلى تجارب روسيا الطويلة مع المملكة المتحدة، والتي تصفها موسكو بأنها ثرية بالمؤامرات والدسائس. وتتهم روسيا بريطانيا، وتحديدًا رئيس وزرائها الأسبق بوريس جونسون – حفيد الأتراك – بأنها كانت وراء اندلاع الحرب مع أوكرانيا، بعد أن تدخل شخصيًا لإفشال اتفاق سلام كان قد تم التوصل إليه بين موسكو وكييف في تركيا، خلال زيارة سرية قام بها إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

ولا تزال بريطانيا، وفقًا للجانب الروسي، متورطة بشكل مباشر في الحرب، من خلال تقديمها دعمًا عسكريًا وتكنولوجيًا مكثفًا لأوكرانيا، وتحريضها المستمر على مواصلة القتال، وهو ما يجعلها، بحسب الرواية الروسية، طرفًا في التصعيد الحالي.

التحذير الروسي حول المراكز الثقافية البريطانية ونشاطاتها “التخريبية” لا يُعد تحذيرًا اعتباطيًا، بل يستند – حسب موسكو – إلى معطيات استخباراتية موثوقة. ويُفترض، في حال طلب الدول الصديقة أدلة ملموسة، أن تكون روسيا قادرة على تقديم وثائق تؤكد الاتهامات الموجهة إلى تلك المراكز، على الأقل بالنسبة للدول التي تربطها بها علاقات استراتيجية.

وقد لا يكون هذا التحذير معزولًا عن الحملة المثيرة للجدل التي ظهرت مؤخرًا في الجزائر بشأن “نشر اللغة الإنجليزية”، والتي يقودها، وفق بعض التحليلات، التيار الإخواني المرتبط تاريخيًا بالمخابرات البريطانية، والتي يُقال إنها أسسته سنة 1928 بدعم من شركة قناة السويس البريطانية، لصالح حسن البنا الساعاتي، الذي تشير بعض المصادر إلى أنه من أصول يهودية مغربية.

وتُقدَّم هذه الحملة في الجزائر تحت غطاء “تشجيع البحث العلمي”، وكأن عدد الباحثين الجزائريين بلغ الملايين، رغم أن الإنتاج العلمي العالمي اليوم بات يُقاس باللغة الصينية، التي تتصدر العالم في عدد براءات الاختراع.

أما الطرح الثاني فيُروَّج تحت شعار “التخلص من اللغة الفرنسية باعتبارها لغة استعمار”، متناسين أن الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية، الإيطالية، الألمانية، والهولندية… كلها لغات استعمارية كذلك. أما الحجة الثالثة فتتحدث عن أن اعتماد الإنجليزية سيُسهم في تنمية الجزائر، رغم أن العديد من الدول الناطقة بالإنجليزية منذ قرن لا تزال تُصنف ضمن قائمة الدول المتخلفة اقتصاديًا.

الجزائر، في الواقع، كانت تُدرّس اللغة الإنجليزية منذ عقود، دون أن تستعملها كورقة للمزايدة أو لتصفية الحسابات الأيديولوجية، وقد كوّنت أطرًا ومكونين في مختلف اللغات، بما فيها الإنجليزية، دون الحاجة إلى نقاشات سطحية تفتقد للعمق والموضوعية.

التحذير الروسي، في جوهره، ليس وليد اللحظة، بل يأتي نتيجة لتراكمات وتجارب استراتيجية، أصبحت اليوم أكثر وضوحًا في ظل الحرب في أوكرانيا، والتي تُعد – في المنظور الروسي – جزءًا من مخطط أوسع يستهدف تمزيق روسيا وتقسيمها إلى كيانات صغيرة، ضمن مشروع استعماري جديد تقوده القوى الأنجلوسكسونية، التي تعتبرها موسكو التهديد الأكبر لأمنها واستقرارها.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…