قسنطينة: 3 قتلى و41 جريحًا في حادث خطير

قسنطينة: 3 قتلى و41 جريحًا في حادث خطير

وقعت فجر الأحد حادثة تصادم عنيفة بين حافلتين لنقل المسافرين على مستوى الطريق السيار شرق-غرب، مما أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 41 آخرين بجروح.

وقع الحادث عند مستوى محول بلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة، في حدود الساعة الثالثة وسبع دقائق صباحًا، وتمثل في اصطدام أمامي عنيف بين المركبتين. ووفقًا لبيان المديرية المحلية للحماية المدنية، فإن الضحايا الثلاثة هم رجل وامرأتان، تم تحويل جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى زيغود يوسف.

تدخلت فرق الإسعاف بسرعة إلى موقع الحادث، حيث تم تسجيل 41 مصابًا تتراوح أعمارهم بين 3 و63 سنة. وبعد تلقيهم الإسعافات الأولية في عين المكان، نُقلوا إلى مستشفيات زيغود يوسف، ديدوش مراد، والمركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة، مع تسجيل إصابات خطيرة لدى بعضهم.

تم تسخير إمكانيات كبيرة للتكفل بهذه الحادثة، شملت 10 سيارات إسعاف، 4 شاحنات إطفاء، وحوالي خمسين عونًا من الحماية المدنية بمختلف الرتب، في مؤشر على خطورة الوضع.

وتم فتح تحقيق من طرف المصالح الأمنية المختصة إقليميًا لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث المأساوي، وستكون المعاينات الأولية وشهادات الناجين عناصر حاسمة لفهم أسباب هذا التصادم.

تأتي هذه الفاجعة لتنضم إلى سلسلة من الحوادث المميتة التي تمس حافلات النقل الجماعي في الجزائر بوتيرة مقلقة، ما يبرز الحاجة إلى إصلاح عميق في هذا القطاع.

ورغم التحسينات الكبيرة التي عرفتها شبكة الطرق الوطنية، من توسعة الطرق السيّارة وإنشاء الطرق الاجتنابية والمنافذ الحضرية، إلا أن هذه الإنجازات تصطدم بمشكلة جوهرية تتمثل في انعدام الأمن المروري، خصوصًا في مجال نقل المسافرين. وتُظهر التحقيقات التي تُفتح عقب كل حادث أن العامل البشري يظل السبب الرئيسي، من خلال السرعة المفرطة، التعب أثناء القيادة، عدم احترام قانون المرور أو الحمولة الزائدة.

كما أن تقادم الحظيرة وتدهور حالة الحافلات بفعل غياب الصيانة، نتيجة ندرة وغلاء قطع الغيار، يزيد من تفاقم الوضع، ويعرض حياة الركاب للخطر، رغم أن النقل الجماعي أصبح ضرورة يومية.

إن كل حادث مثل الذي وقع في قسنطينة لا يجب أن يُنظر إليه كحادث عرضي مأساوي فحسب، بل كأحد أعراض خلل هيكلي يتوجب إصلاحه بشكل عاجل وشامل.