‫الرئيسية‬ الأولى التطبيع السوري – الإسرائيلي ينطلق من باريس
الأولى - الدولي - 20 أغسطس، 2025

التطبيع السوري – الإسرائيلي ينطلق من باريس

التطبيع السوري – الإسرائيلي ينطلق من باريس
ما كان يُعتبر مجرد كلام أصبح اليوم واقعًا، تجسّد في باريس حيث التقى رسميًا وزير خارجية سورية، الشيباني، ممثلًا للرئيس الإسلاموي الجولاني، مع وزير خارجية إسرائيل. ورغم تبرير نظام دمشق بأن اللقاء جرى برعاية أمريكية، إلا أنه يمثّل تطبيعًا وعلاقات رسمية سورية – إسرائيلية، ويطرح عدة أسئلة حول أهداف الحركات الدينية الإسلاموية: من يقف وراءها؟ ومن يخطط لها؟

سرعة تطبيع النظام السوري “المحرّر” لدمشق عبر إسطنبول مع إسرائيل نزلت كالصاعقة على كل الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، وكشفت وجهها الحقيقي البشع وأكاذيبها المتواصلة على الرأي العام المحلي. خطبها طالما صدّعتنا بالمزايدات على الأنظمة الحاكمة في عدائها لإسرائيل واليهود، وبغلوّتها غير المعقولة حول أحداث غزة، بينما في الواقع السياسي تسلك خطًا مغايرًا تمامًا.

رسميًا، اللقاء كان تنسيقيًا بخصوص الوضع الأمني في منطقة السويداء، حيث يقيم الموحدون الدروز الذين كفّرهم الحاكم الجديد في دمشق وأتباعه، وتسبب في مجازر بحقهم كما فعل في مناطق العلويين. هذا التدهور الأمني دفع إسرائيل للتدخل عسكريًا عبر قصف مقر الجيش السوري في دمشق، ثم التهديد بالتدخل لحماية الدروز، وهو ما أجبر نظام الجولاني على التهدئة. اللقاء اليوم خُصص للتنسيق المباشر بين سورية وإسرائيل حول مناطق الدروز، بعد أن أعلنت جماعتهم عن نفسها كقوة مستقلة.

هذا اللقاء لا يمكن رؤيته خارج خانة التطبيع، ذاك التطبيع الذي لطالما صدّعتنا خطب المساجد بتحريمه وتجريمه لخداع السذج من المسلمين البسطاء، بينما الحقائق السياسية تسير في اتجاه آخر. حركة الإخوان المسلمين مثال واضح: من أشد المدافعين عن أردوغان، رئيس تركيا، أول دولة إسلامية اعترفت بدولة إسرائيل، ومن آخر الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر بعد أن عارضته لسنوات، لكنها طبّعت مع إسرائيل. ويدافع عنها أتباع حسن البنا، اليهودي المغربي – كما كتب عباس محمود العقاد – الذي كانت دروسه الدينية نفسها تدعو للاعتراف بدولة إسرائيل وحقها في الأرض الفلسطينية، وهو ما أكّدته خطبته في صلاة الجمعة سنة 1940.

اللقاء بين الشيباني وزير خارجية سورية ونظيره الإسرائيلي يكشف الوجه الحقيقي للحركات الإسلامية أمام الرأي العام. أما في الجزائر، فالأمر يختلف بسبب شدّة التجهيل والعبودية التي صنعتها هذه الحركات، حتى بات أتباعها لا يسمعون إلا لأشخاص معيّنين، يغلقون كل مجال أمام انتشار الوعي.

نظام الجولاني يسقط كل الأقنعة عن التيارات الدينية التي عشعشت في البلدان العربية لعقود باستعمال الكذب والسفسطة. اليوم، انتهى بها المسار إلى مأزق تاريخي حقيقي.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…