‫الرئيسية‬ في الواجهة الحدث الدولي 30 دولة تتجه إلى تنويع أنظمة الملاحة بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية
الدولي - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

30 دولة تتجه إلى تنويع أنظمة الملاحة بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية

30 دولة تتجه إلى تنويع أنظمة الملاحة بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية
أعاد تصاعد التوترات الدولية النقاش حول الاعتماد المفرط على نظام الجي بي إس الأمريكي، الذي تديره وزارة الدفاع في واشنطن. ورغم أنه ما زال النظام الأكثر استخدامًا في العالم، فإن عدداً متزايداً من الدول بدأ يُفضّل تنويع خياراته وتوسيع الاعتماد على أنظمة بديلة مثل “بايدو” الصيني و”غلوناس” الروسي و”غاليليو” الأوروبي، تفاديًا لاحتمال تعرض أمنه القومي للخطر إذا ظلت السيطرة الكاملة بيد الولايات المتحدة.

لقد أثارت الحروب الحديثة، خاصة الصراع بين إسرائيل وإيران، الانتباه إلى أهمية أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية في التخطيط العسكري. فالتكنولوجيا المرتبطة بهذه الأنظمة قادرة على تحديد المواقع بدقة متناهية، مما يجعلها أداة استراتيجية في تعقب الأهداف أو إدارة العمليات الميدانية. ورغم عدم وجود أدلة مؤكدة على أن GPS استُخدم مباشرة في عمليات اغتيال علماء إيرانيين، فإن قناعة واسعة تسود لدى كثير من الدول بأن الاعتماد على نظام تديره قوة عظمى واحدة يظل محفوفًا بالمخاطر.

الصين أدركت هذه الحقيقة مبكرًا، فبدأت منذ تسعينيات القرن الماضي بتطوير نظام “بايدو”، رغبةً في التخلص من التبعية لنظام أمريكي يمكن تعطيله أو حجبه في ظروف النزاع. اليوم، بات النظام الصيني يضم أكثر من 40 قمراً صناعياً ويغطي كامل المعمورة بدقة عالية. ولا يقتصر الأمر على الاستعمال العسكري، بل يمتد إلى مجالات النقل والتجارة والاتصالات، حتى أصبح “بايدو” منافسًا جادًا للـGPS في سوق الملاحة العالمية.

روسيا بدورها طورت “غلوناس” ليكون ذراعها الاستراتيجية في هذا المجال، بينما طوّر الاتحاد الأوروبي نظام “غاليليو” الذي يسعى إلى ضمان استقلال القارة العجوز تقنيًا وأمنيًا. ومع هذه التعددية، صار بإمكان الهواتف الذكية والأجهزة الحديثة استقبال إشارات من عدة أنظمة في آن واحد، ما يمنح المستخدمين دقة أكبر وأمانًا أكثر.

أكثر من ثلاثين دولة حول العالم أعلنت عن خطط لاعتماد أنظمة متعددة، وعدم الاكتفاء بالجي بي إس الأمريكي. بعض هذه الدول حليفة لواشنطن لكنها ترى في التنويع وسيلة لحماية أمنها السيادي من احتمال فرض قيود مفاجئة أو حجب للخدمة في مناطق حساسة. أما دول أخرى، خاصة تلك التي تعتبر نفسها في مواجهة مباشرة مع السياسات الأمريكية أو الإسرائيلية، فقد جعلت من الانفتاح على “بايدو” و”غلوناس” خيارًا استراتيجيًا.

من أبرز التطورات التي تعكس هذه الطفرة التقنية، ما قامت به شركات مثل “هواوي” التي نجحت في إدماج استقبال إشارات الأقمار الصناعية مباشرة في هواتفها، بل وأتاحت إرسال رسائل قصيرة عبر الأقمار الصناعية دون الحاجة إلى أجهزة استقبال منفصلة. وتعمل حاليًا على تطوير اتصالات صوتية ومرئية عبر الفضاء، الأمر الذي قد يحدث ثورة في مجال الاتصالات، ويهدد النماذج التقليدية التي تعتمد على البنى الأرضية المكلفة.

الحديث لم يعد عن “تخلي جماعي” عن نظام الجي بي إس، بل عن تحوّل تدريجي نحو عالم متعدد الأقطاب في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية. هذا التوجه يمنح الدول قدرة أكبر على حماية أمنها القومي، ويُدخل المنافسة في ميدان استراتيجي حساس كان لسنوات طويلة محتكرًا من طرف الولايات المتحدة.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر لا تُنسى… ومن يتجاهلها يُخطئ في حقّ الوفاء

صرّح ممثل حركة “حماس” في الجزائر، للإذاعة الجزائرية الدولية، بشأن التصريحات ال…