قبل اجتماع مجلس الأمن… البوليساريو تقدم مبادرة سلام جديدة

قبل اجتماع مجلس الأمن... البوليساريو تقدم مبادرة سلام جديدة

أصدرت جبهة البوليساريو بتاريخ 20 أكتوبر 2025 بياناً رسمياً تحصّلت جريدة المؤشر على نسخة منه، أعلنت فيه عن تقديمها مقترحاً موسعاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، في خطوة اعتبرتها “مبادرة من حسن النية” واستجابةً لقرارات مجلس الأمن الأخيرة، خاصة القرار رقم 2756 (2024)، الذي دعا طرفي النزاع في الصحراء الغربية إلى تطوير مواقفهما من أجل تحقيق تقدم نحو حل سياسي عادل ودائم.

وأوضح البيان، الصادر من نيويورك، أنه يأتي في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لمناقشة تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). وذكر أن الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وجّه رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تضمنت ما أسمته الجبهة “المقترح الموسع” تحت عنوان: «اقتراح جبهة البوليساريو من أجل حل سياسي متوافق عليه يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي ويعيد السلام والاستقرار الإقليميين».

وجاء في البيان أن هذا المقترح يُعدّ تطويراً للمبادرة التي سبق أن قدمتها الجبهة إلى الأمم المتحدة بتاريخ 10 أبريل 2007، والتي أخذ بها مجلس الأمن في قراره رقم 1754 (2007) وما تلاه من قرارات متعلقة بالنزاع. وتتمحور المبادرة الجديدة حول تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير عبر استفتاء حرٍّ ونزيه تشرف عليه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، مع استعداد الجبهة للتفاوض مع المملكة المغربية بشأن إقامة علاقات استراتيجية ومتكافئة بين الطرفين بعد تحقيق تسوية سياسية عادلة.

وأكد الرئيس إبراهيم غالي في رسالته أن جبهة البوليساريو “تظلّ على استعداد لتقاسم كلفة السلام مع الطرف الآخر، إذا توفرت الإرادة السياسية الصادقة لتحقيق حلٍّ عادل وسلمي ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ويعيد الاستقرار إلى المنطقة المغاربية”، مشدداً على أن هذه الرؤية “تنسجم مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهداف الاتحاد الإفريقي، ومع القيم الأساسية في القانون الدولي الإنساني”.

كما شدد البيان على أن جبهة البوليساريو مقتنعة بأن الحل السلمي للنزاع في الصحراء الغربية ليس فقط ممكناً، بل ضرورياً وعاجلاً، شريطة توافر الإرادة السياسية والشجاعة المطلوبة لتجاوز الجمود الراهن والابتعاد عن “الخيارات الأحادية المفروضة”. ودعت الجبهة إلى العمل المشترك من أجل “سلام شامل ودائم، وبناء مستقبل يقوم على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، والتعاون الإقليمي البنّاء”.

وفي فقرة أخرى من البيان، أكدت الجبهة أن مبادرتها الموسعة تعبّر عن انفتاحها على المفاوضات المباشرة والجادة مع المملكة المغربية “بحسن نية ودون شروط مسبقة”، وتحت رعاية الأمم المتحدة، على أساس “الروح والمضمون الواردين في المقترح الموسع”، بما يضمن التوصل إلى حل سلمي ودائم يحقق حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وجاء في ختام البيان أن جبهة البوليساريو تتطلع إلى أن تلقى هذه المبادرة استجابة إيجابية من المجتمع الدولي، وخصوصاً من مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بما يتيح “إحياء العملية السياسية المتعثّرة منذ سنوات” والتقدم نحو تسوية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية، وتعزز التعاون بين شعوبها في إطار من العدالة والاحترام المتبادل.

ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه الجهود الأممية لإحياء مسار التسوية السياسية في الصحراء الغربية حالة من الركود، بينما تواصل الأمم المتحدة مشاوراتها من خلال مبعوثها الشخصي ستافان دي ميستورا. ومن المتوقع أن يشكّل المقترح الجديد الذي قدّمته جبهة البوليساريو محوراً للنقاش خلال الجلسة المقبلة لمجلس الأمن، المقررة نهاية شهر أكتوبر الجاري، لتقييم عمل بعثة “المينورسو” واستعراض المستجدات المرتبطة بالوضع الميداني والسياسي في الإقليم المتنازع عليه.