‫الرئيسية‬ الأولى أمريكا… حيثما حلت اندلع الخراب
الأولى - الدولي - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

أمريكا… حيثما حلت اندلع الخراب

أمريكا... حيثما حلت اندلع الخراب
تاريخ التدخلات الأمريكية لا يُبشّر بالخير لأيّ شعبٍ على هذه الأرض، فكلّما تدخلت واشنطن في منطقة أو قضيةٍ ما، حلّ فيها الخراب والحروب. والدليل الواضح أمام أعيننا هو حرب أوكرانيا التي صنعها البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق جوزيف بايدن، وهو من فجّرها رفقة ابنه المتورّط في نهب الدعم الأمريكي الموجّه إلى كييف، ضمن قضايا فسادٍ غير مسبوقة، وبمساندة من أمريكيين يهود من أصولٍ أوكرانية هاجروا منها قبل سنوات وعادوا اليوم لينتقموا.

لقد حاولت أمريكا السيطرة على أوكرانيا لأغراضٍ تتجاوز حدودها، بهدف تدمير روسيا واستنزافها، مستخدمةً حتى الأسلحة البيولوجية والأمراض المعدية عبر مختبراتٍ تابعة لأجهزتها الاستخباراتية، كانت تعمل داخل الأراضي الأوكرانية لتطوير فيروسات تستهدف العرق السلافي تحديدًا، كما تؤكّد وثائق قدّمتها موسكو إلى مجلس الأمن لإثبات هذه الادعاءات.

البحث المحموم الذي يقوده الرئيس الأمريكي اليوم لوقف الحرب في أوكرانيا لا ينبع من حرصٍ على السلم، بل لأنّ النزاع بلغ مرحلة خطيرة قد تنفجر في أي لحظة، وحينها لن تبقى أمريكا بمنأى عن النيران. هذه المرة لن تنجو كما نجت من الحرب العالمية الثانية، بل ستطالها الصواريخ النووية الروسية والكورية والصينية، ولن تملك الوقت الكافي لمواجهتها قبل أن تنفجر فوق رؤوس مواطنيها.

الولايات المتحدة لا تحترم العرب والمسلمين، بل تمقتهم وتحتقرهم. والدليل أنها دعمت إرهابياً مجرماً ونصبته مع تركيا وإسرائيل رئيساً على سوريا. والخطأ الذي ترتكبه بعض الدول حين ترحّب بهذا النظام أو تدعمه قد يشكّل بداية نهايتها السياسية وربما الوجودية كدول.

أمريكا ليست جمعيّة خيرية، وتدخّلها في الشرق الأوسط لا يكون إلا لخدمة إسرائيل، لأنّ الغرب يعتبرها ثكنةً عسكرية متقدّمة في قلب العالم العربي والإسلامي، وآلة دمارٍ لا مثيل لها يجب دعمها بكل الوسائل. كما لا يمكن تجاهل عقدة الذنب التاريخية التي تلاحق الغرب بسبب ما فعله باليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وهي العقدة التي يدفع العرب والمسلمون ثمنها حتى اليوم.

كلّ الخطط التي تقترحها الولايات المتحدة تحتاج إلى مجهرٍ سياسيّ دقيق لكشف النوايا الحقيقية التي تخفيها وراء ما تُقدّمه للعالم. فهي، في واقع الأمر، المصيبة العظمى في هذا العصر، وقد بدأت فعلاً العمل على تفتيت الجبهة الدولية المناوئة لها والتي تشكّلت في السنوات الأخيرة من دولٍ ترفض الهيمنة الأمريكية. وتحاول واشنطن اليوم وضع خططٍ لضرب انسجام تلك الكتلة الجديدة التي تهدّد سيطرتها العالمية. فالتجارب أثبتت أن أمريكا لا تحترم الصديق ولا الحليف، بل تخشى فقط من يقف في وجهها أو يمتلك القدرة على إزعاجها أو حتى تدميرها.

تعتمد واشنطن في سياستها على مبدأ الاحتواء الذي صاغه المفكّر الأمريكي من أصلٍ بولندي بريجنسكي، وتطبّقه على كل من يرفض أو يعارض هيمنتها، سواء بشكلٍ واقعي أو حتى افتراضي.

أما اللوبي اليهودي المتحكّم في دوائر القرار الأمريكي، فهو لا ولن يعمل لصالح العرب أو المسلمين، ولا حتى لصالح الصينيين أو الروس. كلّ مخططاته الحالية أو المؤجّلة تهدف إلى تفكيك خصومه وإضعافهم والسيطرة على مواردهم. وقد أدركت ذلك العديد من الدول والشعوب، فبدأت قياداتها تسعى إلى خلق موازين قوى جديدة تُقلّص من النفوذ الأمريكي مهما كانت التضحيات.

لقد بدأت مواجهة الخطط الأمريكية من داخل معسكر حلفائها قبل خصومها، فيما تتعمّق الحركية الدولية يوماً بعد يوم لإخراج العالم من قبضة واشنطن التي امتدّت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. أما المجهول الوحيد فهو تكلفة وثمن هذه الإزاحة، الذي يبدو أنّ البشرية ستدفعه غالياً في سبيل التحرّر من الهيمنة الأمريكية.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

الحكم الذاتي… الانتحار المبرمج لـ”مملكة الليوطي”

شرح وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، في لقاء متلفز، كل حيثيات قرار مجلس الأمن،…