أوروبا تحت رحمة الغواصات الروسية
تكشف تقارير صحفية أن غواصات هجومية روسية تنفذ عمليات سرية في بحر أيرلندا، مما أثار قلقًا كبيرًا بين دول الناتو والدول الأوروبية. العملية ليست الأولى من نوعها وتعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع تتبعها روسيا لتعزيز حضورها البحري وجمع المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى إعداد البنية التحتية لعمليات عسكرية محتملة في المستقبل. وللتذكير، فإن مياه أيرلندا معروفة بأنها منطقة تواجد كابلات ربط شبكات الإنترنت.
وفقًا للتقارير، تهدف الغواصات الروسية إلى استهداف الكابلات البحرية والبنية التحتية الحساسة تحت الماء، مثل خطوط الاتصال وشبكات الإنترنت الدولية. تعود هذه الاستراتيجية إلى أيام الحرب الباردة، حيث كانت الغواصات السوفيتية تقوم بمهام مماثلة لتعطيل الاتصالات واللوجستيات الغربية في حالة نشوب الحرب. ويعيد الجانب الروسي تنفيذ هذه التكتيكات من حين لآخر لتذكير أمريكا وحلفائها بقدرة روسيا على إلحاق الضرر بهم في حالة نشوب حرب أو حدوث اعتداء غربي ضدها. وقد وجهت روسيا تحذيرات صارمة لبريطانيا بعد حدوث تفجيرات أنابيب الغاز نورث ستريم الأول والثاني.
تعتمد روسيا على نظام واسع من الغواصات للهجوم على الدول التي تدخل معها في صراع عسكري، كما تستعمل الغواصات في تدمير حاملات الطائرات الأمريكية والغربية في حالة نشوب أي صراع. وقد ذكر بوتين في الآونة الأخيرة في خطاب رسمي أن روسيا تعتبر حاملات الطائرات سلاحًا غير آمن يمكن تدميره بكل سهولة.
من بين الأنشطة الملحوظة، تمت الإشارة إلى مراقبة مكثفة للنشاط البحري للسفن والغواصات التابعة لحلف الناتو في بحر أيرلندا، حيث تتمتع الغواصات الروسية، خاصة من الجيل الجديد، بقدرات تكنولوجية تسمح لها بالبقاء تحت الماء لفترات طويلة وصعوبة رصدها واكتشافها من قوات الناتو.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الغواصات الروسية تحمل صواريخ نووية مدمرة وقادرة على استخدام معدات خاصة لقطع الكابلات البحرية، مما قد يؤدي إلى تعطيل الاتصالات الحيوية بين الولايات المتحدة وأوروبا في حال تصاعد التوترات. تتضمن هذه الجهود أيضًا استخدام سفن مدنية مجهزة بأجهزة استشعار متقدمة لمراقبة وتحديد مواقع الكابلات البحرية والبنية التحتية، مما يُسهل على الغواصات الروسية تنفيذ عملياتها بكفاءة وسرية.
وقد حذر رئيس أركان الجيش البريطاني السابق في مقابلة تلفزيونية من مواجهة روسيا، مؤكدًا أنها قادرة على عزل بريطانيا بالكامل عن العالم بتدمير كل وسائل الاتصالات الأرضية وكذلك الأقمار الصناعية.
يتجلى الهدف الأساسي لهذه الأنشطة الروسية في رغبة روسيا في تأكيد قوتها البحرية الرائدة، وقدرتها على التحدي والتهديد للبنية التحتية الحيوية لأعدائها، والتحدي للهيمنة البحرية الغربية.
تثير هذه العمليات السرية في بحر أيرلندا مخاوف جدية حول الأمن والاستقرار، وتحذر الغرب بأن روسيا قوة عظمى قادرة على إلحاق الأذى بالغرب إذا وصلت أسلحتهم إلى العمق الروسي، كما حذرهم من ذلك القادة الروس مؤخرًا.
وفي سياق مشابه، استطاعت الصين خلال هذا الأسبوع التقاط المستشعرات التي أطلقتها طائرة أمريكية في أعماق مياه بحر الصين بهدف كشف الغواصات الصينية المتطورة ورصد حركتها عبر وسائل اتصال متطورة جدًا. وهذه خسارة تكنولوجية كبيرة لأمريكا، لأن الصين ستعمل على تحييد عمل هذه المستشعرات إلى جانب أنها ستستفيد من هذه التكنولوجيا لتطور مستشعرات خاصة بها لتستعملها لصالحها.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الزليج الجزائري يتوج في معرض “إكسبو 2025 أوساكا” باليابان
تألقت الجزائر مجددًا على الساحة الدولية من خلال تتويجها بالميدالية الفضية لأفضل تصميم خارج…