أولمبياد فرنسا وسيناريو فتحي نورين أمام الرياضي دريس مسعود
يجد الرياضي الجزائري دريس مسعود نفسه في موقف حرج في أولمبياد فرنسا، حيث سيتعين عليه مواجهة رياضي إسرائيلي في رياضة الجودو حسب الجدول المعلن. وقد بدأت النقاشات تتعالى حول التصرف الذي يجب أن يقوم به الرياضي تجاه هذه المواجهة، وامتلأت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بالآراء والمواقف المختلفة.
نفس الموقف واجهه الرياضي الجزائري فتحي نورين في أولمبياد طوكيو، حيث رفض اللقاء مع الرياضي الإسرائيلي، وتمت معاقبته بعشر سنوات إقصاء هو ومدربه، مما أنهى مشواره الرياضي. لم يجد نورين أي دعم من التنظيمات الرياضية الجزائرية أو الدولية، ولا حتى من مؤسسات الدولة. لم تدافع عنه اللجنة الأولمبية المحلية ولا اللجنة الأولمبية الأفريقية، التي يرأسها الجزائري مصطفى بيراف، والذي مددت عهدته لفترة أولمبية أخرى رغم تجاوزه السن القانوني المعمول به في اللجنة الأولمبية العالمية، وهو تمديد اعتبر مكافأة على جهوده في نشر أفكار اللجنة الأولمبية في أفريقيا.
تجربة فتحي نورين تثير العديد من التساؤلات، منها تحميل مواطن بسيط مسؤولية سياسة دولة وهو غير قادر على ذلك، ولا يجد الحماية إذا طبق سياسة بلاده أو تضامن معها. شخصيًا، دافعت عن اللاعب الجزائري الشاب بوداوي عندما ذهب فريقه نيس للعب في إسرائيل، وقلت إن اللاعب لا ذنب له، فهو مرتبط بعقد مع فريق أجنبي وعليه تطبيق العقد حتى لا يخسر مصالحه. كانت الحملة ضد بوداوي شديدة وقاسية من البعض الذين يعتبرون أن الأمور سهلة في مثل هذه الظروف. ولكن مهما يكن، لا أعتبر التصرف الفردي لأي جزائري تصرفًا رسميًا للدولة، فهذا هراء وشعبوية مدمرة.
الشاب دريس مسعود الذي يواجه الرياضي الإسرائيلي اليوم أمام اختيار صعب. فهو لا يمثل السياسة الرسمية الجزائرية كرياضي بسيط. إذا اختار من تلقاء نفسه عدم مواجهة الإسرائيلي فهذا من حقه ويتحمل مسؤولية قراره، أما إذا امتنع تحت الضغط ثم يجد نفسه في حالة الرياضي السابق، فعليه أن يفكر في الموضوع جيدًا وفي مستقبله الرياضي، لأن الرياضة هي مهنة وعادة ما تكون مهنة الفقراء والزوالية للخروج من الفقر. وعليه ألا يستمع للأصوات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إذا تلقى تعليمات رسمية بعدم اللعب ضد الإسرائيلي وأعطيت له كل الضمانات بالدفاع عنه وتأمين مستقبله، فهذا سيكون شرفًا كبيرًا للجزائر وللرياضي. لأننا في كثير من الأحيان نحمل المواطن ما لا طاقة له به، وهذا أمر غير منطقي وغير مقبول. هذه السياسة التي تحمل المواطن وزر قرارات الدولة دون دعم يجب أن تنتهي، لأن المواطن يتحمل مسؤولية مشاكله الخاصة ومصالحه ومصالح عائلته، وليس مجبرًا على تحمل سياسة الدولة إلا إذا كانت الدولة تدعمه. وهذا لم يحدث مع الرياضي السابق ومدربه.
الاختيار صعب جدًا في مثل هذه الحالات، ولن أكون من المنددين بموقف الرياضي مهما كان اختياره، سواء اتبع ضميره أو اتبع مساره الرياضي أو طبق تعليمات بلده. سأحترم قرار اللاعب دريس مسعود مهما كان.
لخضر فراط، صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي مدير نشر جريدة المؤشر
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
المروك على حافة الانهيار الاقتصادي ويبحث منفذا عبر الجزائر
تكثّف دوائر المخزن في المروك خلال الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الممولة عبر مقالات مد…







