استعداء الجزائر والمسلمين على أجندة عنصريي فرنسا

المتحدث باسم حزب مارين لوبان، سيباستيان شينو

بعد فوز جوردان بارديلا بنتائج مذهلة في الانتخابات الأوروبية، لم يمر وقت طويل حتى بدأ حزب الجبهة الوطنية المتطرف والمعادي للجزائريين في تعزيز حملته الانتخابية المليئة بالمخاطر.

بدأت الحملة اليوم بالفعل، حيث أدلى المتحدث باسم الحزب، سيباستيان شينو، بتصريح لراديو RMC/BFMTV. في تصريحه، عبّر شينو عن فرحة الحزب بالتغلب على “أوليغارك الإليزيه” وبالحصول على مكسب حل البرلمان الفرنسي. وأعاد شينو إلى الواجهة أطروحات ووصفات اليمين المتطرف الفرنسي، التي توصف بالفاشية الجديدة الزاحفة التي لا تظهر بصفة علنية وواضحة، والتي تتضمن تشويه الإسلام والمسلمين، ونشر الكراهية والحقد ضد الجزائر.

قال شينو بكل ثقة: “نقترح إلغاء الاتفاقيات التي تربط فرنسا بالجزائر”، مما يعكس انتقامية جديدة تتماشى مع تصريحات جان ماري لوبين، مؤسس الجبهة الوطنية الفرنسية، الذي اشتهر بتصريحاته العنصرية والإسلاموفوبية.

مع مرور أكثر من أربعين عامًا من استفزاز أسوأ ما في غرائز الفرنسيين، ومن الاستراتيجية الضارة لتحميل الآخرين المسؤولية، لم يعد تصوّر اليمين المتطرف شيئًا خياليًا. إنها الآن تصبح واقعًا قاسيًا ومؤلمًا في بلد إعلان حقوق الإنسان… أو على الأقل ما تبقى منه!

يجب أن نضيف أن الاتفاقيات الدولية ليست أمورًا يمكن تغييرها أو إلغاؤها من جانب طرف واحد فقط. تم توقيع هذه الاتفاقيات بعناية شديدة وتمثل مصالح مشتركة بين الدولتين، وبالتالي فإن أي محاولة لإلغائها من جانب واحد ودون موافقة الطرف الآخر، الجزائر، ستؤدي إلى تداعيات دبلوماسية وقانونية خطيرة. في الحقيقة، يتطلب أي تغيير أو إلغاء للاتفاقيات تفاوضًا دوليًا وموافقة من الأطراف المعنية. إن عدم احترام هذه الإجراءات يمكن أن يؤدي إلى زعزعة العلاقات الدولية وزيادة التوتر بين الدول.

هذا الموقف ليس سوى بداية حملة انتخابية ستكون مليئة بالتوترات والصراعات، حيث سيحاول حزب الجبهة الوطنية استغلال الانتماء القومي والتنامي الشعبوي لتحقيق مكاسب سياسية. إنه تطور يستحق المتابعة الدقيقة، فهو يلقي بظلال مظلمة على المشهد السياسي الفرنسي والأوروبي في نفس الوقت.