الانتخابات التشريعية بفرنسا : شمس الدين حفيظ يوجه نداءً للوحدة
المسجد الكبير في باريس يدعو للتضامن ونبذ الكراهية
دعا رئيس المسجد الكبير في باريس، شمس الدين حفيظ، الناخبين الفرنسيين إلى عدم الانجرار وراء الكراهية اللاعقلانية التي قد تفرقهم، وذلك قبل يومين من الجولة الأولى للانتخابات التشريعية المبكرة، التي تشير الاستطلاعات إلى تقدم حزب الجبهة الوطنية فيها.
في بيان نُشر على موقع المسجد الكبير، قال حفيظ: “بصفتي رئيس المسجد الكبير في باريس، الذي كان ملاذًا للعديد من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أوجه ندائي إلى زملائي اليهود، أصدقائي، جيراني وما وراءهم: العدو ليس المسلم”.
وأكد حفيظ على أن “الإسلام ليس عدوكم. التاريخ يشهد على أن أهل الكتاب وجدوا ملجأً وتقديرًا في الإمبراطوريات الإسلامية على مر القرون”. ويأتي هذا البيان في الوقت الذي تتوقع فيه العديد من الاستطلاعات تقدمًا كبيرًا لحزب الجبهة الوطنية.
وأشار حفيظ إلى ضرورة اليقظة وقال: “إذا كانت معاداة السامية واقعًا، فهي ليست حكرًا على المسلمين، تمامًا كما أن الإسلاموفوبيا ليست حكرًا على اليهود. إن استمرار الخطابات الكراهية لا يعني أنها حقيقة”.
وتابع حافظ مؤكداً أن معاداة السامية “ليست أكثر انتشارًا بين المسلمين مقارنة ببقية المجتمع”، مستندًا إلى تقرير اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الذي صدر مؤخرًا.
وأوضح التقرير السنوي للجنة أن “عام 2023 شهد عددًا مرتفعًا جدًا من الأعمال المعادية للسامية وازديادًا ملحوظًا” بعد هجمات حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر. وأشار الباحثون المذكورون في التقرير إلى وجود معاداة السامية في اليسار، وخاصة في أقصى اليسار، بين أنصار حزب فرنسا الأبية والخضر، ولكن بمستوى “لا يقارن مع ما يوجد في اليمين المتطرف وأنصار الجبهة الوطنية”.
وأضاف حفيظ: “الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يضلل النقاش، لكنني أقول لكم إن مستقبل فرنسا لا يجب أن يتحدد في الشرق الأوسط. هذه فرنسا التي جمعتنا تحت رايتها، تستحق أن نضع مصلحتها فوق اختلافاتنا”.
وتابع: “لنذكر أن ما يميز مجتمعنا هو عالميته وقيم الجمهورية التي تحمينا جميعًا كما نحن. لا نسلم هذه القيم لأغراض مظلمة”.
بعد حل الجمعية الوطنية من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون، دعا شمس الدين حفيظ المسلمين إلى التصويت في 30 يونيو لمواجهة “الصعود المقلق لليمين المتطرف”. واختتم بيانه بالقول: “من أجل حب فرنسا ومثلها، اذهبوا وصوتوا. قولوا لا للكراهية”.
اكتشاف المزيد من المؤشر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
القضاء يطوي صفحة ساركوزي.. أول رئيس فرنسي يدخل السجن يوم 21 أكتوبر
يدخل نيكولا ساركوزي التاريخ من أوسع أبوابه، لا كرجل دولة استثنائي كما أراد لنفسه ذات يوم، …