‫الرئيسية‬ الأولى الصيداوي: الجزائر تسقط وصاية القوى الكبرى وتعيد صياغة قواعد القرار الإفريقي
الأولى - الوطني - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

الصيداوي: الجزائر تسقط وصاية القوى الكبرى وتعيد صياغة قواعد القرار الإفريقي

الصيداوي: الجزائر تسقط وصاية القوى الكبرى وتعيد صياغة قواعد القرار الإفريقي
اعتبر الدكتور رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف، أن الجزائر ما تزال تحافظ على موقعها التاريخي كفاعل مركزي في دعم حركات التحرر، وكمحور رافض لأي وصاية أو تدخل خارجي في الشؤون الإفريقية. وأوضح، في حديثه لبرنامج ضيف الدولية عبر إذاعة الجزائر الدولية، أنّ السياسة الخارجية الجزائرية تقوم على مرتكز ثابت يتمثل في حق الشعوب في تقرير مصيرها ومناهضة جميع أشكال الاستعمار القديم والمتجدد، وهو ما يعكسه موقفها المستمر من القضية الفلسطينية وملف الصحراء الغربية.

وأكد الصيداوي أن التجربة الجزائرية في التحرر ليست مجرد محطة تاريخية بل مرجع فكري وسياسي ألهم حركات المقاومة في القارة الإفريقية وخارجها، مشيراً إلى أن ثورة نوفمبر شكّلت أساساً لخط دبلوماسي لا يزال يدعم تسوية النزاعات داخل الإطار القاري، دون تدويل مصطنع أو اصطفاف مع قوى خارجية. وفي هذا السياق، لفت إلى أن الموقف الجزائري من الأزمة الليبية تجسّد بوضوح في مبدأ «حلّ ليبي – ليبي» ورفض الوصاية العسكرية الأجنبية، بما يعكس فلسفة دبلوماسية ترى في إفريقيا فضاءً لتسويات داخلية لا لمنصّة تنافس بين القوى الكبرى.

وفي تناوله لملف الذاكرة، اعتبر الصيداوي أن مطلب الجزائر بتجريم الاستعمار والاعتراف بالجرائم الاستعمارية ليس موضوعاً رمزياً ولا مطلباً ظرفياً، بل جزءاً من هندسة العلاقات الدولية ما بعد الاستعمار. وأشار إلى أنّ الخطاب الفرنسي الذي يدعو إلى «النظر إلى المستقبل» دون فتح ملفات الماضي لا يلغي مسؤولية تاريخية قائمة، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الدبلوماسية الجزائرية التي شددت على حق الشعوب الإفريقية في التعويض وجبر الضرر كشرط أخلاقي وقانوني لتصفية آثار الاستعمار.

ودعا الصيداوي الدول الإفريقية إلى بناء مقاربة جماعية قائمة على تعظيم التكامل الاقتصادي وتعزيز السوق القارية الموحدة، وربط التنمية بمسارات أمنية مشتركة تكافح الإرهاب والتطرف خارج أدوات التدخل الأجنبي، مؤكداً أن المبادرات الإفريقية في إطار نيباد وغيرها توفر أرضية عملية لتفعيل استقلال القرار القاري.

واختتم بالتأكيد أن رفض الجزائر للتدخلات الأجنبية ليس موقفاً انعزالياً ولا انعكاساً لخطاب آيديولوجي، بل قراءة استراتيجية ترى أن فقدان إفريقيا لسيادتها في إدارة أزماتها يقوّض مسارات التنمية ويحوّل القارة إلى مجال اختبار لمصالح الآخرين. واعتبر أن ما تطرحه الجزائر في المحافل الدولية اليوم لم يعد مجرد احتجاج سياسي بل رؤية متماسكة لإعادة توزيع النفوذ داخل القارة، على أساس أن التكامل لا يمكن أن يتحقق تحت ضغط السلاح أو عبر وسيط خارجي، بل عبر قرار إفريقي مستقل يستعيد زمام المبادرة ويحوّل الذاكرة من عبء تاريخي إلى سند تحرري.


اكتشاف المزيد من المؤشر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليق

‫شاهد أيضًا‬

وزير السكن يعاين مشروع 10.507 مسكن من برنامج “عدل2” بالرحمانية

أشرف وزير السكن والعمران والمدينة والتهيئة العمرانية، السيد محمد طارق بلعريبي، يوم 07 ديسم…